من ان الخبر الذي
روي فيمن أفطر يوما من شهر رمضان متعمدا ان عليه ثلاث كفارات فإني أفتي به فيمن
أفطر بجماع محرم أو بطعام محرم عليه ، لوجود ذلك في روايات أبي الحسن الأسدي [١] فيما ورد عليه من
الشيخ أبي جعفر محمد بن عثمان العمري انتهى. والظاهر اتصال ذلك بالناحية ، لأنه من
وكلائها التي لا ينطق إلا عنها ـ فرع المقاومة المفقودة بقلة القائل بل شهرة
القائل بالخلاف شهرة عظيمة وفي المحكي عن معتبر المصنف ان هذه الرواية لم يظهر
العمل بها بين الأصحاب ظهورا يوجب العمل بها ، وربما حملناها على الاستحباب ليكون
آكد في الزجر مضافا إلى ما في المدارك من ان في طريق هذه الرواية علي بن محمد بن
قتيبة ، وهو غير موثق بل ولا ممدوح مدحا يعتد به ، وعبد السلام بن صالح الهروي ،
وفيه كلام ، فيشكل التعويل عليها في إثبات حكم مخالف للأصل ، وإن أمكن مناقشته بأن
العلامة في المحكي عن تحريره قد حكم بصحتها ، وفي المختلف أن عبد الواحد بن عبدوس
النيشابوري لا يحضرني الآن حاله ، فان كان ثقة فالرواية صحيحة يتعين العمل بها ،
وظاهره عدم التوقف فيها إلا من عبد الواحد الذي هو من مشايخ الصدوق المعتبرين
الذين أخذ عنهم الحديث ، وقد أكثر في الرواية عنه في كتبه ، كما ان ابن قتيبة قد
قيل إنه من مشايخ الكشي وقد أكثر النقل عنه في كتابه ، فلا أقل من ان يكونا هما من
مشايخ الإجازة المتفق بينهم كما قيل على عدم احتياجهم ( إلى ظ ) التوثيق ، وأما
حمدان بن سليمان فهو ثقة في كتب الرجال ولا خلاف فيه ، وأما عبد السلام فقد وثقه
النجاشي ، وقال : إنه صحيح الحديث وما ذكره الشيخ في كتب الرجال من انه عامي فهو
وهم ، وقد أورد الكشي روايات تدل على انه من فضلاء الشيعة ، وبالجملة يمكن تصحيح
الخبر المزبور بناء على الظنون الاجتهادية ، إلا انه مع ذلك لا يخلو من دغدغة ،
والعمدة ما ذكرناه
[١] الوسائل ـ الباب
ـ ١٠ ـ من أبواب ما يمسك عنه الصائم ـ الحديث ٣.