بالعرض عليها أيضا
في غير واحد من الأخبار [١] بل وبمخالفة العامة أيضا الذين جعل الله الرشد في خلافهم ،
لأنهم حجبوا بأعمالهم عن الوصول إلى الحق والرجوع إلى أهله ، وبما روي [٢] عن الصادق عليهالسلام أنه قال لبعض
أصحابه : « أتدري لم أمرتم بالأخذ بخلاف ما يقول العامة؟ فقال : لا أدري ، فقال :
إن عليا عليهالسلام لم يكن يدين الله بدين إلا خالف عليه الأمة إلى غيره إرادة لإبطال أمره ،
وكانوا يسألون أمير المؤمنين عليهالسلام عن الشيء الذي لا يعلمونه فإذا أفتاهم جعلوا له ضدا من
عندهم ليلبسوا على الناس » بل وبغير ذلك مما ليس ذا محل ذكره إذ القول بالمواسعة
وعدم وجوب تقديم الفائتة مخالف للمحكي من مذاهب جمهور العامة بل القول برجحان
تقديم الحاضرة مخالف للمحكي عن جميعهم ، ولا ينافي ذلك اشتمال بعض أخبار المضايقة
على ما لا يقول به كثير من العامة ، إذ ذاك إن كان يقدح فإنما هو بالنسبة إلى حمل
الخبر على التقية لا فيما نحن فيه ، مع أن التحقيق عدم قدحه فيها أيضا ، لاحتمال
تجدد سببها ، أو لأن السائل إنما يخشى عليه بالنسبة إلى ذلك دون الآخر إذ التقية
لا تنحصر في خوف الإمام ، أو لأن ذلك مما لا يتقى فيه لظهور وجهه ودليله بخلاف
غيره ، أو لغير ذلك مما ليس ذا محل تفصيله.
فلا ريب حينئذ في
رجحان أخبار المواسعة بذلك بل وبالشهرة والسيرة والإجماع التي تقدم تحريرها سابقا
، وسهولة الملة وسماحتها ونفي العسر والحرج فيها ، وعن الصادق عليهالسلام عن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم[٣] أنه قال : « إذا
حدثتم عني بالحديث
[١] الوسائل ـ الباب
ـ ٩ ـ من أبواب صفات القاضي من كتاب القضاء.
[٢] الوسائل ـ الباب
ـ ٩ ـ من أبواب صفات القاضي ـ الحديث ٢٧ من كتاب القضاء.
[٣] البحار ج ص ٢٤٢
المطبوعة بطهران عام ١٣٧٦ ـ الباب ٢٩ من كتاب العلم الحديث ٤٠ عن المحاسن.