responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : جامع المقاصد المؤلف : المحقق الثاني (المحقق الكركي)    الجزء : 12  صفحة : 498
وجه الاستدلال به: إن كلمة (أنى) للتعميم في المكان بمعنى أين، وهي تستدعي تعدد الامكنة، يقال: اجلس أنى شئت وأين شئت أي، في أي مكان شئت، وحيث كان كذلك كانت الآية دليلا على جواز الاتيان في الدبر، إذ لا يتحقق تعدد المكان إلا بذلك. ويؤيد هذا ما روى العامة عن ابن عباس أن سبب نزول الآية أن عمر جاء إلى النبي صلى الله عليه وآله فقال: يا رسول الله هلكت، وحكى وقوع هذا الفعل منه فأنزل الله تعالى هذه الآية [1]. قيل: إن المراد بالآية التخيير بين إتيان المرأة في قبلها من قبلها وبين إتيانها من دبرها في قبلها. ويؤيده ما روي في سبب النزول من أن اليهود قالوا: من أتى امرأة من دبرها في قبلها كان ولدها احول، فذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه وآله فقال: " كذبت اليهود " [3] فنزلت. وكذا يؤيده قوله تعالى: (نساؤكم حرث لكم) [3] أي مزرع ومنبت الولد، شبههن بالأرض من حيث أن النطفة التي تلقى في أرحامهن للنسل كالبذر، فيكون المعنى لقوله تعالى: (فأتوا حرثكم أنى شئتم): فأتوهن كما تأتون أراضيكم التي تريدون أن تحرثوها من أي جهة شئتم، لا يحظر عليكم جهة دون جهة، أي: جامعوهن من أي شق أردتم بعد أن يكون المأتي واحدا وهو موضع الحرث. وكذا قوله تعالى: (فأتوهن من حيث أمركم الله) فإن المراد به القبل، فإن الدبر لا يؤمر به إجماعا. قلنا: قد بينا أن المراد بالآية التخيير بين الامكنة، وذلك يقتضي تعددها، والاتيان من القبل والدبر في القبل إنما فيه اختلاف طريق المكان والمكان واحد،

[1] التفسير الكبير 6: 75.
[2] سنن البيهقي 7: 194 مع اختلاف يسير.
[3] البقرة: 223.

اسم الکتاب : جامع المقاصد المؤلف : المحقق الثاني (المحقق الكركي)    الجزء : 12  صفحة : 498
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست