الكتاب المذكور، فمن طالعه عرف المذاهب الثلاثة و غيرها.
و سميته كتاب جامع الخلاف و الوفاق بين الإمامية و بين أئمة الحجاز و العراق، و أعني بأئمة الحجاز الشافعي و أصحابه، و بأئمة العراق أبا حنيفة و اتباعه».
و قال المؤلّف في خاتمة الكتاب: «هذا آخر ما قصدناه من تأليف هذا الكتاب في إيراد أقوال المخالفين لنا و أساميهم في كتاب فروع الفقه من غنية النزوع إلى علم الأصول و الفروع، و أهمل صاحبه روّح اللّه روحه و ادام عليه غبوق الروح و صبوحه ذكر أساميهم و أقوالهم في مذاهبهم، و قد احتج عليهم، و ألحقنا بكل باب و فصل من كتبه و فصوله ما لم يذكره من المسائل التي تمس [ظ] الحاجة بذكرها و الخلاف فيها».
اسم الكتاب و هدفه
و اسمه كما ذكره المؤلف في المقدمة: «جامع الخلاف و الوفاق، بين الإمامية و بين أئمة الحجاز و العراق».
و أما هدفه فقد ذكر المؤلّف أن الكتب المدوّنة في الخلاف عند الإمامية كانت تقتصر على الخلاف دون الوفاق فأراد بهذا الكتاب ان يذكر الخلاف و الوفاق معا إضافة إلى الاستدلال على ترجيح ما انتخبه، و اهتم بذكر آراء المذاهب الثلاثة: الإمامية و الشافعية و الحنفية، و لم يتعرض لغيرها إلّا قليلا.
ترتيب الكتاب
أما ترتيب الكتاب فقد اقتفى أسلوب ابن زهرة في كتاب الغنية و نقل معظم عبارات الكتاب مع زيادة بيان و توضيح و استدراك من سائر الكتب و خاصة مسائل الخلاف للشيخ الطوسي، لذلك ذكر في المقدمة و الخاتمة عدم تعرض صاحب الغنية ذكر آراء المخالفين و أساميهم و الموافقين من السنة، ثمّ قال: «فصار هذا الكتاب كاملا في الفقه، حاويا لمذهب أهل البيت و أبي حنيفة و الشافعي و غيرهما، و شرحا للقسم الثالث من الكتاب المذكور- يقصد الغنية- فمن طالعه عرف المذاهب الثلاثة و غيرها».
يشتمل كتاب الغنية لابن زهرة الحلبي (قدس سرّه)، المتوفّى سنة 585، على أقسام ثلاثة: الأول:
علم الكلام، و الثاني أصول الفقه، و الثالث: فروع الفقه و الأحكام الشرعية، فهذا الكتاب