6105. الأوّل : المعادن قسمان: ظاهرة وباطنة، فالظاهرة مالا يفتقر تحصيلها إلى طلب واستنباط، ويوصل إلى ما فيها من غير مؤنة، كالملح، والنفط، والكبريت، والقير، والمومياء والكحل، والبِرام [1] والياقوت، وأحجار الرحى ، ومقاطع الطين، وأشباه ذلك.
والباطنة مالا يوصل إليها إلاّ بالعمل والمؤنة ، كمعادن الذهب، والفضّة، والحديد ، والنحاس ، والرصاص ، والبلور والفيروزج، وغير ذلك ممّا يكون في بطون الأرض والجبال، ولا يظهر إلاّ بالعمل والمؤنة عليها .
وقد اختلف علماؤنا في المعادن ظاهرها وباطنها، فقيل : إنّها للإمام خاصّة[2] ويجعلها من الأنفال ، وعلى هذا القول لا يملك بالإحياء من دون إذن الإمام.
وقال آخرون [3]: إنّها للمسلمين ، لا يختص الإمام منها إلاّ بما يكون
[1] قال الطريحي في مجمع البحرين: البُرْمة: القدر من الحجر، والجمع بُرم ـ كغرفة وغرف ـ وبِرام ككتاب . [2] وهو خيرة المفيد في المقنعة: 278 ، باب الأنفال ; وسلاّر في المراسم: 140 . [3] قال الشهيد (قدس سره): وأكثر الأصحاب على أنّ المعادن مطلقاً للناس شرع . المسالك: 12 / 441 .