responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : إرشاد الأذهان إلى أحكام الإيمان المؤلف : العلامة الحلي    الجزء : 1  صفحة : 52

و الفضل في زمان دولته رونق تامّ و رواج كثير [1].

و من إنصاف هذا السلطان و حبّه للواقع جمع علماء المسلمين للمباحثة فيما بينهم ليختار المذهب الصحيح، و بعد المناظرات الطويلة اختار مذهب الإمامية بفضل العلّامة الحلّي، كما سيأتي مفصّلًا.

و بعد ما استبصر هذا السلطان لم يرض بمفارقة العلّامة، بل طلب منه أن يكون دائماً معه، و أسّس له المدرسة السيارة ليكون هو و تلاميذه دائماً معه.

و من حسن سيرة هذا السلطان و إنصافه أنّه بعد ما استبصر و عرف الحقّ لم يهمل بقية العلماء من فرق المسلمين، بل أبقى لهم منزلتهم و احترامهم، لحبّه للعلم و العلماء، و أمر قسماً كبيراً من مبرزيهم بالحضور معه في المدرسة السيارة.

نعم في عصر العلّامة أرجعت الحلّة وريثة بابل مكانتها العلمية، فصارت محوراً رئيسياً للعلم و العلماء، و مراكزاً للشيعة، و منها كانت تستقي المدرسة السيارة، و ازدهر العلم في زمنه، و كثر العلماء في شتى العلوم، حتى نقل المولى الأفندي أنه كان في عصره في الحلّة 440 مجتهد [2]، و هذا و إن لم يرتضه سيد الأعيان [3] إلّا أن الشيخ آقا بزرك قال في طبقاته- الحقائق الراهنة في المائة الثامنة-:. و أمّا تلاميذه فكثير ممّن ترجمته في هذه المائة كانوا من تلاميذه و المجازين منه أو المعاصرين المستفيدين من علومه، فليرجع إلى تلك التراجم حتى يحصل الجزم بصدق ما قيل من أنه كان في عصره في الحلّة 400 مجتهد [4].


[1] انظر: تاريخ الحافظ الابرو- المعاصر للسلطان- كما عنه في مجالس المؤمنين 2- 360، و منتخب التواريخ للنطنزي كما عنه في اللئالى المنتظمة: 70، و روضات الجنات 2- 282، و غيرها.

[2] رياض العلماء 1- 361.

[3] أعيان الشيعة 5- 401.

[4] طبقات أعلام الشيعة: 53.

اسم الکتاب : إرشاد الأذهان إلى أحكام الإيمان المؤلف : العلامة الحلي    الجزء : 1  صفحة : 52
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست