responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : إرشاد الأذهان إلى أحكام الإيمان المؤلف : العلامة الحلي    الجزء : 1  صفحة : 141

الطير [1]- لم يسلم أيضاً من الحسّاد و مرضى القلوب، فكم عانى في حياته، و حتى بعد شهادته لم تنته الأحقاد البدرية و الحنينيّة و لحدّ الآن، و ذلك شأن كلّ عظيم يريد الحق، لأنّ الحقّ مرّ.

و علّامتنا ابن المطهّر- الذي وصل مقامه من بين العلماء أعلى مقام- اقتفى أثرهما و سلك طريقتهما، فصبّت عليه الأحقاد من كلّ جانب، لأنه عظيم.

و نحن في هذا الفصل نمرّ مروراً عاجلًا على بعض ما قيل من إشكال أو انتقاص يرتبط فيما نحن فيه، و لا ندعي أنّ العلّامة معصوم لا يقع في زلل أو خطأ، لأنّ المعصوم ليس إلّا من عصمه اللّه تعالى، لكنّه عبد صالح قذف اللّه العلم في قلبه.

(1) قال ابن روزبهان في مقام القدح بالعلّامة و كتابه نهج الحق:. فهو في هذا كما ذكر بعض الظرفاء على ما يضعونه على ألسنة البهائم: إنّ الجمّال سأل جملًا من أين تخرج؟ قال الجمل: من الحمام! قال: صدقت، ظاهر من رجلك النظيف و خفّك اللطيف. فنقول: نعم ظاهر على ابن المطهّر أنه من دنس الباطل و درن التعصّب مطهّر، و هو خائض في مزابل المطاعن و غريق في حشوش الضغائن. [2].

و قال الشهيد القاضي التستري في مقام الرد على ابن روزبهان: و أمّا ما نقله عن بعض الظرفاء في تمثيل قدح المصنّف على خلفاء أهل السنّة و أئمّتهم و مجتهديهم بمقال جريء بين الجمّال و بعض الجمال، فلا يخفى على الظرفاء الأذكياء عدم مناسبته بالمصنّف المكنّى بابن المطهّر و كونه من أناس يتطهّرون، و إنّما يناسب ذلك حال الأنجاس من الناصبة الذين لا يبالون بالبول قائماً كالجمال، و في إزالة البول و الغائط لا يوجبون الاغتسال، بل يمسّون أنفسهم كالحمار على الجدار، و يمسحون أخفافهم في وضوئهم و لو وطأت الأقذار. و أشدّ مناسبة من بين هؤلاء


[1] نهج البلاغة 1- 31.

[2] إحقاق الحق 1- 27، نقلا عن ابن روزبهان.

اسم الکتاب : إرشاد الأذهان إلى أحكام الإيمان المؤلف : العلامة الحلي    الجزء : 1  صفحة : 141
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست