responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الهداية في الأصول و الفروع المؤلف : الشيخ الصدوق    الجزء : 1  صفحة : 162

فإن قال: قد اتفق المسلمون على أن معنى قوله: «لا نبي بعدي» هو أنه لا نبي بعد وفاتي إلى يوم القيامة. فكذلك يقال له في كل خبر و أثر يومي فيه أنه لا نبي بعده.

فإن قال: إن قول النبي (صلى الله عليه و آله و سلم) لعلي (عليه السلام): «أنت مني بمنزلة هارون من موسى» إنما كان حيث خرج النبي (صلى الله عليه و آله و سلم) إلى غزوة تبوك فاستخلف عليا (عليه السلام) فقال: يا رسول الله تخلفني مع النساء و الصبيان؟ فقال له رسول الله (صلى الله عليه و آله و سلم): ألا ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى؟

قيل: هذا غلط في النظر لأنك لا تروي خبرا تخصص به معنى الخبر المجمع عليه إلا و روينا بإزائه ما ينقضه و يخصص الخبر المجمع عليه على المعنى الذي ندعيه دون ما تذهب إليه و لا يكون لك و لا لنا في ذلك حجة لأن الخبرين مخصوصان و يبقى الخبر على عمومه و يكون دلالته و ما يوجبه وروده عموما لنا دونك. لأنا نروي بإزاء ما رويته أن النبي (صلى الله عليه و آله و سلم) جمع المسلمين و قال لهم: و قد استخلفت عليا عليكم بعد وفاتي و قلدته أمركم و ذلك بوحي من الله عز و جل إلي فيه.

ثم قال له بعقب هذا القول مؤكدا له: «أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي» فيكون هذا القول بعد ذلك الشرح بينا مقاوما لخبركم المخصوص و يبقى الخبر الذي أجمعنا عليه و على نقله من أن النبي (صلى الله عليه و آله و سلم) قال لعلي (عليه السلام): «أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي» بحالة يتكلم في معناه على ما تحتمله اللغة و المشهور من التفاهم و هو ما تكلمنا فيه و شرحناه و ألزمنا به أن النبي (صلى الله عليه و آله و سلم) قد نص على إمامة علي (عليه السلام) بعد وفاته و أنه استخلفه و فرض طاعته و الحمد لله رب العالمين على نهج الحق المبين.

اسم الکتاب : الهداية في الأصول و الفروع المؤلف : الشيخ الصدوق    الجزء : 1  صفحة : 162
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست