responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الهداية في الأصول و الفروع المؤلف : الشيخ الصدوق    الجزء : 1  صفحة : 159

و لا كثيرا، و لما لم يكن ذلك وجب أنه قد عنى كل منزلة كانت لهارون من موسى مما لم يخصه العقل و لا الاستثناء في نفس الخبر و إذا وجب ذلك فقد ثبتت الدلالة على أن عليا (عليه السلام) أفضل أصحاب رسول الله و أعلمهم و أحبهم إلى رسول الله (صلى الله عليه و آله و سلم) و أوثقهم في نفسه، و أنه يجب له أن يخلفه على قومه إذا غاب عنهم غيبة سفر أو غيبة موت، لأن ذلك كله كان في شرط هارون و منزلته من موسى.

فإن قال قائل: إن هارون مات قبل موسى و لم يكن إماما بعده فكيف قيس أمر علي (عليه السلام) على أمر هارون بقول النبي (صلى الله عليه و آله و سلم): «هو مني بمنزلة هارون من موسى»؟

و علي (عليه السلام) قد بقي بعد النبي (صلى الله عليه و آله و سلم).

قيل له: نحن إنما قسنا أمر علي على أمر هارون بقول النبي (صلى الله عليه و آله و سلم): «هو مني بمنزلة هارون من موسى» فلما كانت هذه المنزلة لعلي (عليه السلام) و بقي علي فوجب أن يخلف النبي في قومه بعد وفاته.

و مثال ذلك ما أنا ذاكره إن شاء الله: لو أن الخليفة قال لوزيره: «لزيد عليك في كل يوم يلقاك فيه دينار، و لعمرو عليك مثل ما شرطته لزيد» فقد وجب لعمرو مثل ما لزيد، فإذا جاء زيد إلى الوزير ثلاثة أيام فأخذ ثلاثة دنانير، ثم انقطع و لم يأته و أتى عمرو الوزير ثلاثة أيام فقبض ثلاثة دنانير فلعمرو أن يأتي يوما رابعا و خامسا و أبدا و سرمدا ما بقي عمرو و على هذا الوزير ما بقي عمرو أن يعطيه في كل يوم أتاه دينارا و إن كان زيد لم يقبض إلا ثلاثة أيام، و ليس للوزير أن يقول لعمرو: لا أعطيك إلا مثل ما قبض زيد. لأنه كان في شرط زيد أنه كلما أتاك فأعطه دينارا و لو أتى زيد لقبض و فعل هذا الشرط لعمرو و قد أتى فواجب أن يقبض. فكذلك إذا كان في شرط هارون الوصي أن يخلف موسى (عليه السلام) على قومه و مثل ذلك لعلي فبقي علي (عليه السلام) على قومه، و مثل ذلك لعلي (عليه السلام) فواجب أن يخلف النبي (صلى الله عليه و آله و سلم) في قومه نظير ما مثلناه في زيد و عمرو، و هذا ما لا بد منه ما أعطى

اسم الکتاب : الهداية في الأصول و الفروع المؤلف : الشيخ الصدوق    الجزء : 1  صفحة : 159
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست