responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الهداية في الأصول و الفروع المؤلف : الشيخ الصدوق    الجزء : 1  صفحة : 152

أ لست أولى بالمؤمنين من أنفسهم» ثم قال: «فمن كنت مولاه فعلي مولاه» فدل ذلك على أن معنى «مولاه» هو أنه أولى بهم من أنفسهم لأن المشهور في اللغة و العرف أن الرجل إذا قال لرجل: إنك أولى بي من نفسي، فقد جعله مطاعا آمرا عليه، و لا يجوز أن يعصيه. و إنا لو أخذنا بيعة على رجل و أقر بأنا أولى به من نفسه لم يكن له أن يخالفنا في شيء مما نأمره به لأنه إن خالفنا بطل معنى إقراره بأنا أولى به من نفسه، و لأن العرب أيضا إذا أمر منهم إنسان إنسانا بشيء و أخذه بالعمل به و كان له أن يعصيه فعصاه قال له: يا هذا أنا أولى بنفسي منك، إن لي أن أفعل بها ما أريد، و ليس ذلك لك مني، فإذا كان قول الإنسان: «أنا أولى بنفسي منك» يوجب له أن يفعل بنفسه ما يشاء إذا كان في الحقيقة أولى بنفسه من غيره، وجب لمن هو أولى بنفسه منه أن يفعل به ما يشاء و لا يكون له أن يخالفه و لا يعصيه إذا كان ذلك كذلك. ثم قال النبي (صلى الله عليه و آله و سلم): «أ لست أولى بالمؤمنين من أنفسهم» فأقروا له (عليه السلام) بذلك ثم قال متبعا لقوله الأول بلا فصل: «فمن كنت مولاه فعلي مولاه» فقد علم أن قوله: «مولاه» عبارة عن المعنى الذي أقروا له بأنه أولى بهم من أنفسهم، فإذا كان إنما عنى بقوله: «من كنت مولاه فعلي مولاه» أي أولى به فقد جعل ذلك لعلي بن أبي طالب (عليه السلام) بقوله: «فعلي مولاه» لأنه لا يصلح أن يكون عنى بقوله: «فعلي مولاه» قسما من الأقسام التي أحلنا أن يكون النبي (صلى الله عليه و آله و سلم) عناها في نفسه، لأن الأقسام هي أن يكون مالك رق، أو معتقا، أو ابن عم، أو عاقبة، أو خلفا، أو قداما. فإذا لم يكن لهذه الوجوه فيه (صلى الله عليه و آله و سلم) معنى لم يكن لها في علي (عليه السلام) أيضا معنى، و بقي ملك الطاعة، فثبت أنه عناه، و إذا وجب ملك طاعة المسلمين لعلي (عليه السلام) فهو معنى الإمامة لأن الإمامة إنما هي مشتقة من الائتمام بالإنسان و الائتمام هو الاتباع و الاقتداء و العمل بعمله و القول بقوله، و أصل ذلك في اللغة سهم يكون مثالا يعمل عليه السهام، و يتبع بصنعه صنعها و بمقداره مقدارها.

اسم الکتاب : الهداية في الأصول و الفروع المؤلف : الشيخ الصدوق    الجزء : 1  صفحة : 152
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست