responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الهداية في الأصول و الفروع المؤلف : الشيخ الصدوق    الجزء : 1  صفحة : 145

فقام أبو طالب فدخل مكة، فلما رأته قريش قدروا أنه قد جاء ليسلم إليهم النبي (صلى الله عليه و آله و سلم) حتى يقتلوه أو يرجعوه عن نبوته، فاستقبلوه و عظموه فلما جلس قال لهم:

يا معشر قريش إن ابن أخي محمد لم أجرب عليه كذبا قط و إنه قد أخبرني أن ربه أوحى إليه أنه قد بعث على الصحيفة المكتوبة بينكم الأرضة فأكلت ما كان فيها من قطيعة رحم و تركت ما كان فيها من أسماء الله عز و جل فأخرجوا الصحيفة و فكوها فوجدوها كما قال، فآمن بعض و بقي بعض على كفره، و رجع النبي (عليه السلام) و بنو هاشم إلى مكة، هكذا الإمام (عليه السلام) إذا أذن الله له في الخروج خرج.

و شيء آخر و هو أن الله تعالى ذكره أقدر على أعدائه الكفار من الإمام فلو أن قائلًا قال: لم يمهل الله أعداءه و لا يبيدهم و هم يكفرون به و يشركون؟ لكان جوابنا له أن الله تعالى ذكره لا يخاف الفوت فيعاجلهم بالعقوبة، و لا يسأل عما يفعل و هم يسألون. و لا يقال له: لم و لا كيف، و هكذا إظهار الإمام إلى الله الذي غيبه فمتى أراده أذن فيه فظهر.

فقال الملحد: لست أومن بإمام لا أراه و لا تلزمني حجته ما لم أره، فقلت له: يجب أن تقول: إنه لا تلزمك حجة الله تعالى ذكره لأنك لا تراه و لا تلزمك حجة الرسول (عليه السلام) لأنك لم تره.

فقال للأمير السعيد ركن الدولة(رضي الله عنه): أيها الأمير راع ما يقول هذا الشيخ فإنه يقول: إن الإمام إنما غاب و لا يرى لأن الله عز و جل لا يرى، فقال له الأمير (رحمه الله): لقد وضعت كلامه غير موضعه و تقولت عليه و هذا انقطاع منك و إقرار بالعجز» [1].


[1] كمال الدين: 1- 87.

اسم الکتاب : الهداية في الأصول و الفروع المؤلف : الشيخ الصدوق    الجزء : 1  صفحة : 145
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست