اسم الکتاب : المهذب البارع في شرح المختصر النافع المؤلف : ابن فهد الحلي الجزء : 3 صفحة : 95
و لا تكفي الكتابة ما لم تنضم القرينة الدالّة على الإرادة. و لا
يجب العمل بما يوجد بخط الميت، و قيل: ان عمل الورثة ببعضها لزمهم العمل بجميعها
(1)، و هو ضعيف، و لا تصح الوصية بمعصيته كمساعدة الظالم.
قال طاب
ثراه: و لا يجب العمل بما يوجد بخط الميت، و قيل: ان عمل الورثة ببعضها
لزمهم العمل بجميعها.
أقول: القائل
الشيخ في النهاية [2] و منع ابن إدريس [3] و قال: الذي يقتضي أصول مذهبنا: انهم
إذا أقرّوا بشيء منها و قالوا: ان هذا حسب صحيح أوصى به لزمهم، دون ما عداه، و
عليه الأكثر، قال العلامة: و لا منافاة بين الأمرين، فإن قول الشيخ يحتمل العمل
بما وجدوه بخطه، لأنه أوصى بذلك، مستندين الى هذا الخط، عارفين بصحته، و حينئذ يجب
العمل بالجميع، و لعل الشيخ عوّل على ما رواه الصدوق عن إبراهيم بن محمّد الهمداني
قال: كتبت الى ابى الحسن عليه السّلام:
رجل كتب
كتابا بخطه و لم يقل لورثته هذه وصيتي، و لم يقل انى قد أوصيت، إلّا انه كتب كتابا
فيه ما أراد أن يوصى به، هل يجب على ورثته القيام بما في الكتاب بخطه، و لم يأمرهم
بذلك، فكتب عليه السّلام: ان كان ولده ينفذون شيئا منه،
[2]
النهاية: كتاب الوصايا، ص 621 س 20 قال: و إذا وجدت وصية بخط الميت الى أن قال:
فان عملوا بشيء منها لزمهم العمل بجميعها.
[3]
السرائر: كتاب الوصايا باب الإقرار في المرض، ص 392 س 26 قال: و الذي يقتضيه أصول
مذهبنا الى أن قال: دون ما عداه ممّا في هذا المكتوب، فإنه لا يلزمهم العمل بجميع
ما في المكتوب الّا بما أقروا به دون ما عداه إلخ.