responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المكاسب المحرمة المؤلف : الخميني، السيد روح الله    الجزء : 2  صفحة : 66


وكتب الله عليه بتلك الكذبة سبعين زنية أهونها كمن يزني مع أمه " ، ودلالتها على كونه كبيرة لا تنكر ولو مع قطع النظر عن قوله : وكتب الله ( الخ ) لأن الظاهر أنه بصدد بيان عظمة الذنب وكبره سواء كان بصدد الاخبار عن الواقع أو بصدد المبالغة .
نعم ظاهر ذيلها كونه بصدد الاخبار عن الواقع وإن كان عدد السبعين كناية عن الكثرة مبالغة وهو مطروح لقيام الضرورة على أهونية الكذب من حيث هو من الزنا فضلا عن الزنا بالأم وهو لا يوجب طرح صدرها الدال على كونه كبيرة .
ومنها رواية أبي ذر [1] عن النبي صلى الله عليه وآله في وصية له " قال : يا أبا ذر من ملك ما بين فخذيه وما بين لحييه دخل الجنة قلت : وإنا لنؤاخذ بما تنطق به ألسنتنا فقال : وهل يكب الناس على مناخرهم في النار إلا حصائد ألسنتهم إنك لا تزال سالما ما سكت فإذا تكلمت كتب لك أو عليك يا أبا ذر إن الرجل ليتكلم بالكلمة في المجلس ليضحك بها فيهوي في جهنم ما بين السماء والأرض يا أبا ذر ويل للذي يحدث فيكذب ليضحك به القوم ويل له ويل له " ( الخ ) .
والظاهر أن قوله : يا أبا ذر ويل للذي ( الخ ) : تفريع على قوله : وهل يكب الناس على مناخرهم في النار ( الخ ) . واحتمال كونه كلاما مستأنفا غير مربوط بالصدر :
بعيد ، فتدل على أن الكذب موجب لدخول النار ، وقد مر سابقا أن الظاهر من صحيحة عبد العظيم الحسني [2] أن ايعاد رسول الله صلى الله عليه وآله العذاب على شئ من شواهد كونه كبيرة بل ايعاده ايعاد الله ، ولم يظهر من الروايات الدالة على أن الكبيرة ما أوعد الله عليه النار : أن اللازم ايعاده في الكتاب العزيز ونحوه فتدل الرواية على حرمة سائر أنواع الكذب بالفحوى .
ويمكن المناقشة فيها بأنها منصرفة إلى من يصدر منه كرارا ويشتغل به بل لا يبعد دعوى ظهورها في ذلك فيكون مصرا به والاصرار بالصغائر كبيرة على ما



[1] الوسائل - كتاب الحج - الباب 140 - من أبواب أحكام العشرة .
[2] الوسائل - كتاب الجهاد - الباب 46 - من أبواب جهاد النفس .

اسم الکتاب : المكاسب المحرمة المؤلف : الخميني، السيد روح الله    الجزء : 2  صفحة : 66
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست