responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المكاسب المحرمة المؤلف : الخميني، السيد روح الله    الجزء : 2  صفحة : 34


بل مقابل الاستعمال ، وأما بالنسبة إلى المعنى المراد أي الاخبار بالشجاعة فلعدم التلفظ به ، وأوضح منها الحال في الكنايات والمبالغات ، ولا مطلق الإيصال إلى خلاف الواقع والافهام له والدلالة عليه حتى يكون مثل نصب علامة الفرسخ على ما دونه للدلالة على الفرسخ ، واظهار الكلام جزما لافهام اعتقاده بمضمونه ، والأذان قبل دخول الوقت للاعلام بدخوله ، والمشي على زي الأشراف ، والأغنياء لإرائة خلاف ما هو عليه : كذبا ، ولازمه أن يكون في بعض الأحيان كذب واحد أكاذيب كثيرة ، بل غير محصورة كمن أخبر بأن اليوم الكذائي جمعة وكان سبتا ، فإن لازم كونه جمعة أن يكون بعده سبتا ، وبعد بعده أحدا وهكذا وقبله خميسا وقبل قبله أربعاء وهكذا والالتزام بها كما ترى .
بل الظاهر أن الكذب بالمعنى المصدري عرفا عبارة عن الاخبار المخالف للواقع .
والاخبار لم ينحصر باللفظ والقول الخارج من الفم بل يشمل الكتابة والإشارة ونحوهما عرفا كما يطلق على ما في الصحف والمجلات واليوميات وفي مثل المجازات وتاليتيها يكون المتكلم مخبرا عن لازم كلامه لا عن مضمونه ، فالقائل بأن زيدا كثير الرماد أخبر عن سخائه ، فلو لم يكن زيد شجاعا ولم يكن في كلامه تأول آخر يكون المخبر كاذبا والخبر كذبا وكذا في النظائر ، وفي مثل جعل النصب دون الفراسخ إذا لم يكتب عليها أن هذا رأس الفرسخ لم يكن مجرد الوضع اخبارا وكذبا عرفا ، والمؤذن قبل الوقت لم يخبر بالوقت ، والماشي على غير زيه لم يخبر بشئ ولا يقال إنه أخبرني بكذا ، ولوازم المخبر عنه ليست باخبار ، بل الاخبار إنما هو عن الملزوم وهي لوازم المخبر عنه .
وما ذكرناه هو الموافق لفهم العرف ، فعليه ليس الاخبار أو الخبر عبارة عن القول أو اللفظ المحتمل للصدق والكذب بل أعم منه ، ومما قام مقامه ، لكن لا بنحو يشمل مطلق ما له حكاية .
ولعل السر فيه أن الصدق والكذب عبارة عن القاء الجملة الخبرية لإفادة مضمونها أو لإفادة جملة أخرى فتندرج فيهما المجازات والمبالغات والكنايات إذا أريد بها

اسم الکتاب : المكاسب المحرمة المؤلف : الخميني، السيد روح الله    الجزء : 2  صفحة : 34
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست