responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المكاسب المحرمة المؤلف : الخميني، السيد روح الله    الجزء : 2  صفحة : 182


خارجة عن الإلهية والغايات المذكورة غير الله تعالى .
وما يقال : إن طمع الأجر إن كان من الله والخوف إن كان من عذاب الله فهو غير مضر بالاخلاص دون ما كان الاتيان لطمع في غير الله تعالى كحطام الدنيا ومنها الأجرة ( غير وجيه ) ، لأن الداعي ليس عبارة عما يخطر في الذهن بل عبارة عن الغاية المحركة حقيقة ، ولا ينبغي الريب في أن المحرك في تلك العبادات المأتي بها طمعا وخوفا : هو نفس متعلقات الإضافات وحاصل المصادر والنتائج من غير أدنى دخالة للإضافات وحيث الصدور من فاعل خاص ولهذا صارت محركات مع فرض سقوط الإضافة إلى الله بل مع الإضافة إلى عدو الله تعالى .
توضيح ذلك أن اعطاء الله تعالى الحور العين بإزاء عبادة ينحل إلى حصول الحور والاعطاء وإضافته إليه تعالى والمحرك للفاعل الذي طمعه ترتب تلك الفائدة على عمله لا يخلو إما أن يكون نفس حصول الحور العين له استقلالا من غير دخالة إضافة الله تعالى والاعطاء أي المعنى المصدري ، أو نفس الإضافة إليه تعالى فقط من غير دخالة للمضاف إليه والمعنى المصدري أو نفس المعنى المصدري بلا دخالة غيره ، أو يكون محركه مركبا من الحور والإضافة إليه تعالى بمعنى أن المضاف بما هو مضاف أو الإضافة الخاصة علة ، أي غير ذلك من أنحاء التركيب الثنائي أو الثلاثي ، ففي غير مورد واحد وهو كون تمام العلة الإضافة إلى الله تعالى بحيث لا يكون نظر الفاعل إلى المتعلق إلا كونه كرامة الله تعالى ويكون تمام المحرك حيث الانتساب إليه جل وعلا يكون لغير الله دخالة في التحريك والايجاد إما بنحو تمام العلة أو بنحو الاشتراك والجزئية هذا بحسب التصور .
وأما بحسب الواقع فلا يمكن حصول تلك المرتبة الرفيعة إلا لخلص أولياء الله تعالى والمحبين المجذوبين له تعالى بحيث كان تمام نظرهم إليه لا إلى غيره وكان ما ورائه تعالى من الجنة وغيرها مغفولا عنها وهم غافلون عن غير الله و يشتغلون به من غيره صلى الله عليهم .
وأما غيرهم من متعارف الناس فلا يكون محركهم إلا النتائج ومتعلقات الإضافات

اسم الکتاب : المكاسب المحرمة المؤلف : الخميني، السيد روح الله    الجزء : 2  صفحة : 182
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست