اسم الکتاب : المقنع المؤلف : الشيخ الصدوق الجزء : 1 صفحة : 4
تدركه الأبصار وهو
يدرك الأبصار ، وهو اللّطيف الخبير [١].
وأشهد أن لا إله إلاّ اللّه وحده لا
شريك له ، إلهاً واحداً أحداً فرداً [٢]
صمداً ، لم يتّخذ صاحبة ولا ولداً ، ولم يكن له شريك في الملك ، ولم يكن له وليّ
من الذّلّ وكبّره تكبيراً.
وأشهد أنّ محمّداً عبده ورسوله ، أرسله
بالهدى بشيراً ، ومن النّار نذيراً ، وإلى الجنّة هادياً ودليلاً ، فجاهد في اللّه
حقّ جهاده ، وعبده مخلصاً حتّى أتاه اليقين فصلوات اللّه عليه ، وعلى آله
الطاهرين.
وأشهد أنّ عليّ بن أبي طالب أمير
المؤمنين ، وإمام المتّقين ، ووصيّ رسول ربّ العالمين ، وأشهد أنّ الأئمّة
الرّاشدين المهديّين المعصومين المكرّمين من ولده ، إصطفاهم اللّه لدينه ، واجتباهم
لسرّه ، وفضّلهم على خلقه ، وأعزّهم بهداه ، وخصّهم ببرهانه ، وانتجبهم لنوره ، وأيّدهم
بروحه ، ورضيهم خلفاء [٣]
في [٤] أرضه ، وحججاً
على بريّته ، وأنصاراً لدينه ، وحفظة لحكمته ، وتراجمةً لوحيه ، وأركاناً لتوحيده
، وعصمهم [٥]
من الزلل ، وطهّرهم من الدّنس ، وأذهب عنهم الرّجس وآمنهم من الخوف ، فعظّموا
جلاله [٦] ، وكبّروا
شأنه ، ومجّدوا كرمه [٧]
، ووكّدوا من ميثاقه ، ودعوا إلى سبيله بالحكمة والموعظة الحسنة ، وبذلوا أنفسهم
في مرضاته وأقاموا الصّلاة ، وآتوا الزكاة ، وأمروا بالمعروف ، ونهوا عن المنكر ، وجاهدوا
في اللّه حقّ جهاده حتّى أعلنوا دعوته ، وبيّنوا فرائضه ، وأقاموا حدوده ، وشرّعوا
أحكامه ، وسنّوا سننه [٨].
وأشهد أنّ الحقّ لهم ومعهم وفيهم ومنهم
وإليهم ، فهم أهله ومعدنه ، وأنّ