اسم الکتاب : المعتبر في شرح المختصر المؤلف : المحقق الحلي الجزء : 2 صفحة : 272
عن سجدة الشكر فقال: أي شيء سجدة الشكر؟ فقلت: ان أصحابنا يسجدون بعد الفريضة سجدة واحدة و يقولون: هي سجدة الشكر، فقال: انما الشكر إذا أنعم اللّه على عبد نعمة أن يقول سُبْحٰانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنٰا هٰذٰا وَ مٰا كُنّٰا لَهُ مُقْرِنِينَ. وَ إِنّٰا إِلىٰ رَبِّنٰا لَمُنْقَلِبُونَ[1]، و الحمد للّه رب العالمين» [2].
فإنه ليس منافيا لما قلناه لأنه يحتمل اختصاص تسمية السجدة بسجدة الشكر لما يكون عند تجدد النعم لان الشكر اعتراف بالنعمة لا لان السجود عقيب الفريضة غير مراد و ليس ما ذكره من الدعاء مانعا من السجود بل جائز أن يكون ذلك القول حالة سجوده، و لأنه إذا جاز السجود شكرا على النعم فمن المعلوم ان الإنسان لا ينفك من نعمة متجددة من اللّه و لو لم تكن الا تمكينه من النفس ورده الذي به قوام البدن و تمام الحيوة، قاله الشيخ في الخلاف: و ليس في سجدة الشكر تكبير الافتتاح و لا تكبير السجود، و لا تشهد، و لا تسليم و قال في المبسوط: يستحب التكبير لرفع رأسه من السجود و لعله تشبيه بسجدة التلاوة، و قال الشافعي: هي كسجدة التلاوة.
لنا- ان وضع الجبهة يسمى سجودا فيتحقق معه الامتثال و ما زاد فهو خارج عن مسمى السجود فيكون منفيا بالأصل.
مسئلة: قال الشيخ في الخلاف: سجدات القرآن خمس عشرة
في الأعراف و الرعد، و النحل، و بني إسرائيل، و مريم، و الحج موضعان، و الفرقان و زادهم نفورا، و النمل، و الم تنزيل، و ص، و حم السجدة، و النجم، و إذا السماء انشقت و اقرأ باسم ربك، أربع فرض و هي: سجدة لقمن، و حم السجدة، و النجم، و اقرأ باسم ربك، و وجوبها على القارئ و المستمع، و يستحب للسامع، و الباقي ندب.
و قال الشافعي: السجدات أربع عشرة و أنكر سجدة ص و كلها مسنونة