و أما ان النافلة في المنزل أفضل فهو فتوى علمائنا، و ذكره الشيخ في النهاية و المبسوط لأن العبادة في حال الاستتار أبلغ في الإخلاص، و قد تبيّن هذا المعنى في قوله تعالى إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقٰاتِ فَنِعِمّٰا هِيَ وَ إِنْ تُخْفُوهٰا وَ تُؤْتُوهَا الْفُقَرٰاءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ[2] يريد النوافل، و فيه تنبيه على أن الاستتار بالنوافل أفضل، و قد سلف طرف من ذلك في أول كتاب الصلاة.
و يزيده بيانا ما رواه زيد بن ثابت قال: «جاء رجال يصلون بصلاة النبي (صلى اللّه عليه و آله) فخرج مغضبا و أمرهم أن يصلوا النوافل في بيوتهم» [3] و روى زيد بن ثابت أيضا عنه (عليه السلام) انه قال: «أفضل الصلاة صلاة المرء في بيته إلا المكتوبة» [4].
و تكره الصلاة في الحمام، و بيوت الغائط، و مبارك الإبل، و مساكن النمل، و مرابط الخيل، و البغال، و الحمير، و بطون الأودية، و أرض السبخة، و الثلج إذا لم تتمكن جبهته من السجود، و بين المقابر الا مع حائل، و في بيوت النيران، و المجوس الا أن ترش، و بيوت الخمور، و جواز الطرق، و أن يكون بين يديه نار مضرمة، أو مصحف مفتوح.
و مستند ذلك النقل، فمنه رواية الفضل بن يسار «قلت لأبي عبد اللّه (عليه السلام): أقوم في الصلاة فأرى بين يدي العذرة، فقال: تنح عنها ان استطعت و لا تصلي على الجواد» [5] و روى أحمد بن محمد بن أبي نصر «عمن سأل أبا عبد اللّه (عليه السلام) عن مسجد ينز حائط قبلته من بالوعة يبال فيها، فقال: ان كان نزّه من بالوعة فلا تصل