الأربعة أخماس هل هو بتحليل من الله تعالى ابتداءً ، أو بإذن من الإمام (عليه السلام) ؟
وتدل على التفصيل صحيحة إسحاق بن عمّار ، قال : سألت أبا عبدالله (عليه السلام) عن الأنفال "فقال : هي القرى التي قد خربت ـ إلى قوله : ـ وكلّ أرض لا ربّ لها ، والمعادن منها" أو : "فيها" على اختلاف النسخ [1] ، فإنّ الضمير في "منها" أو "فيها" يرجع إلى الأرض ، فعدّ من الأنفال : المعادن من هذه الأراضي التي تكون هي بنفسها أيضاً من الأنفال لا مطلق المعادن ، فلاحظ .
ومنها : ميراث من لا وارث له . وهذا أيضاً ممّا لا إشكال فيه ، وقد دلّت عليه الروايات المعتبرة المذكورة في كتاب الإرث ، ولم يذكر صاحب الوسائل منها ههنا إلاّ رواية واحدة ، وهي موثّقة أبان بن تغلب عن أبي عبدالله (عليه السلام) : في الرجل يموت ولا وارث له ولا مولى "قال : هو من أهل هذه الآية (يَسْأَ لُونَكَ عَنِ ا لاَْنفَالِ) " [2] .
هذا كلّه في موضوع الأنفال .
وأمّا حكمها :
أمّا الأراضي : فلا شكّ أ نّهم (عليهم السلام) حلّلوها لكلّ من أحياها ، قال (صلّى الله عليه وآله) : "ثمّ هي منِّي لكم أ يُّها المسلمون" [3] ، وقد ورد أنّ "من أحيا أرضاً فهي له"[4] ، فالناس كلّهم مرخّصون في التصرّف فيها أو فيما يتكوّن فيها أو عليها من المعادن والأشجار والأحجار ونحوها . وقد دلّت عليه السيرة
ــــــــــــــــــــــــــــ