responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المبسوط في فقه الإمامية المؤلف : الشيخ الطوسي    الجزء : 8  صفحة : 22

هذا ما يشترك فيه الجارية و الغلام، و أما ما يختص به الجارية، فالحيض فمتى حاضت فقد بلغت، و إن حملت لم يكن الحمل بلوغا لكنه دلالة على البلوغ فان الحمل لا يكون إلا عن إنزال الماء الدافق، و هو بلوغ.

و لا قطع إلا على من سرق من حرز

فالسرقة أخذ الشيء على سبيل الاستخفاء فأما المنتهب و المختلس و الخائن في عارية أو وديعة فلا قطع عليه.

و أما الحرز فأن يأخذه من حرز مثله، فان من سرق من غير حرز أو انتهب من حرز فلا قطع عليه فلا بد من شرطين: سرقة و من حرز و فيه خلاف.

فإذا ثبت أنه لا قطع إلا على من سرق من حرز احتجنا إلى تبيين الحرز و معرفته مأخوذة من العرف، فما كان حرزا لمثله في العرف ففيه القطع، و ما لم يكن حرزا لمثله في العرف فلا قطع، لانه ليس بحرز.

فحرز البقل و الخضراوات في دكاكين من وراء شريجة [1] يغلق أو يقفل عليها

، و حرز الذهب و الفضة و الجوهر و الثياب في الأماكن الحريزة في الدور الحريزة و تحت الأغلاق الوثيقة، و كذلك الدكاكين و الخانات الحريز، فمن جعل الجوهر في دكاكين البقل تحت شريجة قصب فقد ضيع ماله، و الحرز يختلف باختلاف المحرز فيه.

و قال قوم إذا كان الموضع حرزا لشيء فهو حرز لسائر الأشياء، و لا يكون المكان حرزا لشيء دون شيء و هو الذي يقوى في نفسي، لأن أصحابنا قالوا إن الحرز هو كل موضع ليس لغير المالك أو المتصرف فيه دخوله إلا بإذنه.

فإذا ثبت هذا فالمتاع ضربان خفيف و ثقيل فالخفيف كالأثمان و الثياب و الصفر و النحاس و الرصاص و نحو هذا فحرز هذا في الحرائز الوثيقة و الأغلاق الوثيقة و الأبواب الجيدة في الدور و الدكاكين و الخانات، و أما الثقيل كالخشب و الحطب و الطعام فان حرز الحطب أن يعبأ بعضه على بعض و يشد من فوقه بحبل حتى إذا أراد أن يأخذ منها خشبة يعسر ذلك عليه، و فيهم من قال هذا حرزها نهارا فأما


[1] باب من القصب يعمل للدكاكين، و جديلة من القصب تتخذ للحمام، و جوالق كالخرج ينسج من سعف النخل يحمل فيه البطيخ.

اسم الکتاب : المبسوط في فقه الإمامية المؤلف : الشيخ الطوسي    الجزء : 8  صفحة : 22
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست