responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المبسوط في فقه الإمامية المؤلف : الشيخ الطوسي    الجزء : 5  صفحة : 264

احتاجت إلى الكحل اكتحلت ليلا و مسحته نهارا، فان استعملت الكحل في غير العين في البدن جاز، و أما الأبيض فلها أن يكتحل به ليلا و نهارا كيف شاءت.

و أما الصبر فان النساء يكتحلن به و هو أصفر صقيل يحسن العين و يطري الأجفان فالمعتدة ينبغي أن يتجنبه لما روت أم سلمة أن النبي (صلى الله عليه و آله) قال لها استعمليه ليلا و امسحيه نهارا.

فأما الدمام فهو الگلگون فلا يجوز لها استعماله لأنه زينة، و كذلك كل ما يحسن به وجهها من الاسفازاج الأبيض و غيره.

و أما استعمال الطيب و لبس المطيب فهي ممنوعة منه، لأنه من الزينة، و كذلك الخضاب، و كذلك لبس الحلي، فأما الأثواب ففيها زينتان إحداهما تحصل بنفس الثوب و هو ستر العورة و سائر البدن قال تعالى «خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ» [1] و الزينة الأخرى تحصل بصبغ الثوب و غيره، فإذا أطلق فالمراد به الثاني، و الأول غير ممنوع منه للمعتدة و إن كان فاخرا مرتفعا، مثل المروي المرتفع و السابوري و الدبيقى و القصب و الصقلي و غير ذلك مما يتخذ من قطن و كتان و صوف و وبر، و أما ما يتخذ من الإبريسم قال قوم ما يتخذ منه من غير صبغ جاز لبسه و ما صبغ لم يجز، و الاولى تجنبه على كل حال.

و أما الزينة التي تحصل بصبغ الثوب فعلى ثلاثة أضرب: ضرب يدخل على الثوب


[1] الأعراف: 31. و صدره «يا بَنِي آدَمَ» فهو خطاب شأنه العموم، بمعنى أنه خاطب المؤمنين بالقرآن العاملين بأحكامه لا بما أنهم مؤمنون بل بما أنهم من بنى آدم، لان ذلك الحكم مما يجب اتباعه لكل بشر، و معنى الأخذ ليس هو الاستصحاب، بل هو كقوله تعالى «خُذُوا حِذْرَكُمْ» بمعنى خذوا أهبتكم للحرب، اى تزينوا بما يستر عنكم سوآتكم فيكون بمعنى اللباس.

قيل: و انما قال ذلك لأنهم كانوا يتعرون من ثيابهم للطواف إذا لم يجدوا ثوبا عارية أو جددا، فكان يطوف بعض الرجال بالنهار و النساء بالليل عريانا.

اسم الکتاب : المبسوط في فقه الإمامية المؤلف : الشيخ الطوسي    الجزء : 5  صفحة : 264
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست