responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : السرائر الحاوي لتحرير الفتاوي المؤلف : ابن إدريس الحلي    الجزء : 2  صفحة : 724

و فرّقوا أيضا بين حكمهما، فقالوا: الخلع لا يكون إلا بكراهة من جهة المرأة دون الرجل. و يجوز أن يأخذ منها مهر مثلها و زيادة، أو المهر المسمّى و زيادة، أو أنقص من ذلك، كيف ما اتفقا عليه، من قليل و كثير. و المبارأة تكون الكراهة منهما جميعا، و لا يجوز أن يأخذ منها أكثر من المهر، و قال بعضهم: دون المهر فاما مثل المهر أو أكثر فلا يجوز، و الصحيح أنّه يجوز أن يأخذ مثل المهر، فأمّا أكثر منه فلا يجوز.

فأمّا إذا كانت الحال بين الزوجين عامرة، و الأخلاق ملتئمة، و اتفقا على الخلع، فبذلت له شيئا على طلاقها، لم يحلّ له ذلك، و كان محظورا، لإجماع أصحابنا على أنّه لا يجوز له خلعها، إلا بعد أن يسمع منها ما لا يحل ذكره، من قولها: لا اغتسل لك من جنابة، و لا أقيم لك حدا، و لأوطئن فراشك من تكرهه أو يعلم ذلك منها فعلا، و هذا مفقود هاهنا، فيجب أن لا يجوز الخلع، و أيضا قوله تعالى وَ لا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَأْخُذُوا مِمّا آتَيْتُمُوهُنَّ شَيْئاً إِلّا أَنْ يَخافا أَلّا يُقِيما حُدُودَ اللّهِ [1] و هذا نص، فإنّه حرّم الأخذ منها إلا عند الخوف من ترك إقامة الحدود.

و قال شيخنا أبو جعفر في نهايته: و انّما يجب الخلع، إذا قالت المرأة لزوجها انّي لا أطيع لك امرا، و لا أقيم لك حدّا، و لا اغتسل لك من جنابة، و لأوطئنّ فراشك من تكرهه، إن لم تطلقني، فمتى سمع منها هذا القول، أو علم من حالها منها عصيانه [2] في شيء من ذلك، و إن لم تنطق به، وجب عليه خلعها.

قال محمّد بن إدريس (رحمه الله): قوله (رضي اللّه عنه): «وجب عليه خلعها»، على طريق تأكيد الاستحباب دون الفرض و الإيجاب: لأنّ الشيء إذا كان عندهم شديد الاستحباب، أتوا به بلفظ الوجوب على ما بيّناه في غير موضع، و إلا فهو مخيّر بين خلعها و طلاقها، و إن سمع منها ما سمع، بغير خلاف، لأنّ الطلاق


[1] البقرة: 229.

[2] ق: من حالها عصيانه.

اسم الکتاب : السرائر الحاوي لتحرير الفتاوي المؤلف : ابن إدريس الحلي    الجزء : 2  صفحة : 724
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست