اسم الکتاب : السرائر الحاوي لتحرير الفتاوي المؤلف : ابن إدريس الحلي الجزء : 2 صفحة : 21
و يكره تبييت العدوّ ليلا، و انّما يلاقون بالنهار، و هذا مع الاستظهار، على ما قدّمناه.
و يستحب أن لا يؤخذ في القتال إلا بعد زوال الشمس، فإن اقتضت المصلحة تقديمه قبل ذلك، فلا بأس.
و لا يجوز التمثيل بالكفار، و لا الغدر بهم، و لا الغلول [1] منهم.
و لا ينبغي تغريق المساكن و الزروع، و لا قطع الأشجار المثمرة في أرض العدو، و الإضرار [2] بهم، إلا عند الحاجة الشديدة إلى ذلك، على ما أسلفنا القول فيه و شرحناه.
و قال بعض أصحابنا [3] إنّه ليس للأعراب من الغنيمة شيء، و إن قاتلوا مع المهاجرين، و هذه رواية شاذّة، مخالفة لأصول مذهب أصحابنا، أوردها شيخنا أبو جعفر في نهايته في باب الزيادات [4]، و هذا يدلّ على وهنها عنده، لأنّه لا خلاف بين المسلمين أن كل من قاتل من المسلمين، فإنّه من جملة المقاتلة، و انّ الغنيمة للمقاتلة، و سهمه ثابت في ذلك، فلا يخرج من هذا الإجماع، إلا بإجماع مثله، أو دليل مكاف له، و لا يرجع فيه إلى أخبار آحاد لا توجب علما و لا عملا.
باب الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر و من له إقامة الحدود و القضاء و الحكم بين المختلفين و من ليس له ذلك
الأمر بالمعروف و النهى عن المنكر واجبان بلا خلاف بين الأمة، و إنما الخلاف في أنّهما هل يجبان عقلا أو سمعا؟ فقال الجمهور من المتكلمين و المحصّلين من الفقهاء: إنّهما يجبان سمعا، و أنّه ليس في العقل ما يدلّ على وجوبهما، و انّما علمناه بدليل الإجماع من الأمة، و بآي من القرآن [5] و الأخبار