responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : السرائر الحاوي لتحرير الفتاوي المؤلف : ابن إدريس الحلي    الجزء : 1  صفحة : 84

يقيّد في الخبر.

و النية لا تجب في نزح الماء و إن يقصد به التطهير، لأنّه لا دليل عليها، و ليس من العبادات التي تراعى فيها النية، بل ذلك جار مجرى إزالة أعيان النجاسات التي لا تراعى فيها النية، فعلى هذا الوجه لو نزح البئر من يصح منه النية، و من لا يصح النية، من المسلم، و الكافر، و الصبي، و المجنون، حكم بتطهير البئر.

و الأسئار على ضربين: سؤر بني آدم، و سؤر غير بني آدم، فسؤر بنى آدم على ثلاثة أضرب: سؤر مؤمن و من حكمه حكم المؤمن، و سؤر مستضعف و من حكمه حكم المستضعف، و سؤر كافر و من حكمه حكم الكافر، فالأول و الثاني طاهر مطهر، و الثالث نجس منجّس.

فالمؤمن في عرف الشرع: هو المصدق باللّه، و برسله، و بكلّ ما جاءت به.

و المستضعف: من لا يعرف اختلاف الناس في الآراء و المذاهب، و لا يبغض أهل الحق، بل لا إلى هؤلاء، و لا إلى هؤلاء، كما قال اللّه تعالى [1]. و كلّ من أبغض المحق على اعتقاده و مذهبه، فليس بمستضعف، بل هو الذي ينصب العداوة لأهل الإيمان.

فأمّا الكافر: فمن خالف المؤمن و المستضعف، و هو الذي يستحق العقاب الدائم، و الخلود في نار جهنم طول الأبد، نعوذ باللّه منها، فليلحظ هذه التقسيمات.

و فرق آخر جاءت به الآثار عن الأئمة الأطهار بين هذه الأسئار، و هو انّ سؤر المؤمن طاهر فيه الشفاء، و سؤر المستضعف طاهر لا شفاء فيه، و سؤر الكافر نجس لا شفاء فيه.

فأمّا سؤر غير بني آدم، فينقسم إلى قسمين: سؤر الطيور، و غير الطيور.

فأسئار الطيور كلّها طاهرة مطهرة، سواء كانت مأكولة اللحم، أو غير


[1] النساء: 143، «مُذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذلِكَ لا إِلى هؤُلاءِ وَ لا إِلى هؤُلاءِ».

اسم الکتاب : السرائر الحاوي لتحرير الفتاوي المؤلف : ابن إدريس الحلي    الجزء : 1  صفحة : 84
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست