responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : السرائر الحاوي لتحرير الفتاوي المؤلف : ابن إدريس الحلي    الجزء : 1  صفحة : 78

و بول بني آدم على ضربين: بول الرجال، و بول النساء.

فبول الذكور على ثلاثة أضرب: بول ذكر بالغ، و بول ذكر غير بالغ، قد أكل الطعام، و استغنى به عن اللبن و الرضاع، و بول رضيع لم يستغن بالطعام عن اللبن و الرضاع، فالأوّل: ينزح لبوله أربعون دلوا، سواء كان مؤمنا أو كافرا أو مستضعفا و الثاني: ينزح لبوله سبع دلاء، و قد روي ثلاث دلاء، و هو اختيار السيد المرتضى (رضي اللّه عنه) [1] و ابن بابويه في رسالته [2]. و الأوّل أحوط و عليه العمل و الإجماع. و الثالث: ينزح لبوله دلو واحد، و هو بول الرضيع، و حدّه من كان له من العمر دون الحولين، سواء أكل في الحولين الطعام، أو لم يأكل، لأنّه في الحولين رضيع، فغاية الرضاع الشرعي مدة الحولين، سواء فطم فيها أو لم يفطم، فإذا جاوزها خرج من هذا الحد، سواء فطم أو لم يفطم، و دخل في القسم الثاني.

فإمّا بول النساء فقسم واحد، سواء كن كبائر أو صغائر، رضائع أو فطائم، ينزح لبولهن أربعون دلوا، و حملهن على تقسيم الذكور قياس، و القياس متروك عند أهل البيت (عليهم السلام).

فان قيل: فمن أين نزح لبولهن أربعون دلوا؟

قلنا: الأخبار المتواترة عن الأئمة الطاهرة: بأن ينزح لبول الإنسان أربعون دلوا، و هذا عموم في جنس الناس، إلا ما أخرجه الدليل، و هنّ من جملة الناس، و الإنسان اسم جنس يقع على الذكر و الأنثى بغير خلاف، و يعضد ذلك قوله تعالى إِنَّ الْإِنْسانَ لَفِي خُسْرٍ [3] و لم يرد تعالى الرجال الذكور دون النساء.

و قال شيخنا أبو جعفر الطوسي في التبيان في تفسير قوله تعالى أَ وَ عَجِبْتُمْ أَنْ جاءَكُمْ ذِكْرٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَلى رَجُلٍ مِنْكُمْ. فقال: الرجل هو إنسان، خارج عن حدّ الصبي من الذكر، و كلّ رجل إنسان، و ليس كلّ إنسان رجلا، لأنّ


[1] لم نعرف موضع كلامه (قدس سره)

[2] رسالة ابن بابويه. مخطوطة، لم نجدها.

[3] العصر: 1.

اسم الکتاب : السرائر الحاوي لتحرير الفتاوي المؤلف : ابن إدريس الحلي    الجزء : 1  صفحة : 78
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست