responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : السرائر الحاوي لتحرير الفتاوي المؤلف : ابن إدريس الحلي    الجزء : 1  صفحة : 654

فصل في الزيارات

زيارة رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) عند قبره، و كلّ واحد من الأئمة من بعده، (صلوات اللّه عليهم) في مشاهدهم، من السنن المؤكدة، و العبادات المعظمة، في كلّ جمعة، أو كلّ شهر، أو كلّ سنة، إن أمكن ذلك، و إلا فمرّة في العمر.

و يستحب لقاصد الزيارة، بل يلزمه أن يخرج من منزله عازما عليها، لوجهها، مخلصا بها للّه سبحانه، فإذا انتهى إلى مسجد النبي (عليه السلام)، أو مشهد الإمام المزور (عليه السلام)، فليغتسل [1] قبل دخوله، سنّة مؤكدة، و يلبس ثيابا نظيفة طاهرة جددا بضم الدال، لأنّها جمع جديد، فأمّا جدد بفتح الدال، فالطريق في الأرض، و منه قوله تعالى وَ مِنَ الْجِبالِ جُدَدٌ بِيضٌ [2] هذا مع الإمكان، فيأت القبر، و عليه السكينة، و الوقار، فإذا انتهى إليه، فليقف ممّا يلي وجه المزور (عليه السلام) و ظهره إلى القبلة، و يسلّم عليه، و يذكره بما هو أهله، من الألفاظ المروية عن أئمة الهدى (عليهم السلام)، و إلا فبما نفث به صدره.

فإذا فرغ من الذكر، فليضع خدّه الأيمن على القبر، و يدعو اللّه تعالى، و يتضرّع إليه بحقّه، و يلحّ عليه، و يرغب إليه أن يجعله من أهل شفاعته، ثمّ يضع خدّه الأيسر، و يدعو و يجتهد، ثمّ يتحوّل إلى الرأس فيسلّم عليه و يعفّر خدّيه على القبر، و يدعو ثمّ يصلّي و يتضرّع [3] الركعتين عنده، ممّا يلي الرأس و يعقّبهما بتسبيح فاطمة (عليها السلام)، و يدعو و يتضرّع، ثمّ يتحوّل إلى عند الرجلين، فيسلّم و يدعو و يعفّر خدّيه على القبر، و يودّع و ينصرف.

فإذا كانت الزيارة لأبي عبد اللّه الحسين (عليه السلام) زار ولده عليّا الأكبر، و أمّه ليلى، بنت أبي مرّة بن عروة بن مسعود الثقفي، و هو أوّل قتيل في الوقعة،


[1] ج: فيغتسل

[2] فاطر: 27

[3] في ط و ج: و يدعو ثم.

اسم الکتاب : السرائر الحاوي لتحرير الفتاوي المؤلف : ابن إدريس الحلي    الجزء : 1  صفحة : 654
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست