اسم الکتاب : السرائر الحاوي لتحرير الفتاوي المؤلف : ابن إدريس الحلي الجزء : 1 صفحة : 326
فإذا سلّم من الصلاة، رقى المنبر، فخطب، و حمد اللّه تعالى، و أثنى عليه، و عدّد نعمه، و آلاءه، و صلّى عليه نبيه محمّد (صلّى اللّه عليه و آله) و بالغ في الوعظ، و الزجر، و الإنذار، و في بعض الروايات، أنّ هذه الخطبة تكون قبل الصلاة، و الذي ذكرناه اثبت، و عليه الإجماع.
فإذا فرغ من الخطبة، قلب رداءه، فجعل ما كان على يمينه، على شماله، و ما كان على شماله، على يمينه، ثم يستقبل القبلة، فيكبر اللّه تعالى مائة تكبيرة رافعا بها صوته، و يكبّر الناس، بتكبيرة، غير رافعين لأصواتهم.
ثم يلتفت إلى يمينه، و يسبح اللّه تعالى مائة تسبيحة، رافعا بها صوته، و يسبّح الناس معه.
ثم يلتفت إلى يساره، فيهلّل اللّه تعالى مائة تهليلة، رافعا بها صوته، و يهلل الناس معه.
ثم يستقبل الناس بوجهه، فيحمد اللّه تعالى مائة تحميدة، رافعا بها صوته، ثم يجلس فيرفع يديه، و يدعو اللّه تعالى بالسقيا، و يدعو الناس معه، و ليؤمنوا على دعائه.
و ذهب بعض أصحابنا إلى غير هذا الترتيب، و قال: إذا فرغ من صلاة الركعتين، و سلّم منهما، استقبل القبلة، و كبر اللّه تعالى مائة تكبيرة، يرفع بها صوته، و يكبر معه من حضر، و يلتفت عن يمينه، فيسبح اللّه مائة مرة، يرفع بها صوته، و يسبح معه من حضر، ثم يلتفت عن يساره، فيهلل اللّه مائة مرّة، يرفع بها صوته، و يقول ذلك من حضر معه، ثمّ يستقبل الناس بوجهه، و يحمد اللّه مائة مرّة، يرفع بها صوته، و يقول ذلك من حضر معه، ثم يدعو، و يصعد المنبر بعد ذلك، فيخطب بخطبة الاستسقاء، المروية عن أمير المؤمنين (عليه السلام)، فيجعل الخطبة بعد التكبيرات المائة، و التسبيحات، و التهليلات المائة، و التحميدات المائة.
و الأوّل مذهب السيّد المرتضى، و شيخنا المفيد، و الثاني مذهب شيخنا أبي جعفر الطوسي و الذي يقوى في نفسي الأوّل.
اسم الکتاب : السرائر الحاوي لتحرير الفتاوي المؤلف : ابن إدريس الحلي الجزء : 1 صفحة : 326