اسم الکتاب : السرائر الحاوي لتحرير الفتاوي المؤلف : ابن إدريس الحلي الجزء : 1 صفحة : 214
جلسة أو خطوة، و السجدة أفضل، إلا في الأذان للمغرب خاصة، فإنّ الجلسة أو الخطوة السريعة فيها أفضل.
و إذا صلّى في جماعة فمن السنّة أن يفصل بين الأذان و الإقامة بشيء من نوافله، ليجمع الناس في زمان تشاغله بها، إلا صلاة المغرب فإنّه لا يجوز ذلك فيها.
و يستحب لمن سمع المؤذّن أن يقول مثل قوله، و قد يوجد في بعض كتب أصحابنا.
و ينبغي أن يفصح فيهما بالحروف و بالهاء في الشهادتين، و المراد بالهاء هاء إله، لا هاء أشهد، و لا هاء اللّه، لأنّ الهاء في أشهد، مبيّنة، مفصّح بها، لا لبس فيها، و هاء اللّه، موقوفة مبيّنة أيضا لا لبس فيها، و انّما المراد هاء إله، لأنّ بعض الناس ربما أدغم الهاء في لا إله إلا اللّه.
ذكر شيخنا أبو جعفر في مسائل خلافه [1] انّ الأذان لا يختص بمن كان من نسل مخصوص، كأبي محذورة و سعد القرظ و قال الشافعي: أحب أن يكون من ولد من جعل النبيّ (صلّى اللّه عليه و آله) فيهما الأذان، مثل أبي محذورة و سعد القرظ.
قال محمّد بن إدريس (رحمه الله): (أبو محذورة بالميم المفتوحة و الحاء المسكنة غير المعجمة و الذال المضمومة المعجمة و الواو غير المعجمة و الهاء و اسمه سلمان و يقال سمرة الحمجيّ القرشي و كان مؤذن الرسول (صلّى اللّه عليه و آله)، و يقال أوس بن مغير و سعد القرظ بالقاف المفتوحة و الراء المفتوحة غير المعجمة و الظاي المعجمة، و كان سعد القرظ مولى لعمار بن ياسر كان يؤذّن على عهد رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) و أبي بكر بقبا، فلما ولي عمر، أنزله المدينة) أحببت أن أذكر هذين الاسمين، لئلا يجري فيهما تصحيف، فاني سمعت بعض أصحابنا يصحّفهما، فيقول أبي محدورة بالدال غير المعجمة، و يقول سعد القرط بالطاء غير المعجمة، و بضم القاف و سكون الراء، و هو تصحيف.