responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : السرائر الحاوي لتحرير الفتاوي المؤلف : ابن إدريس الحلي    الجزء : 1  صفحة : 172

و الثواب و رحم اللّه المتوفّى، و أحسن الخلف على مخلّفيه، و إن قال: أحسن اللّه لك العزاء، و ربط على قلبك بالصبر، و لا حرمك الأجر، كان حسنا، و يجزيه أن يقول له: آجرك اللّه. و إن حضر و لم يتكلّم أجزأه الحضور عن الكلام، و إن كان الكلام مع الحضور أفضل.

و إن كان المعزّى جزعا قلقا، وعظه إن تمكن من ذلك، و سلاه بذكر اللّه تعالى، و ذكر رسوله، و الاسوة به (عليه السلام)، و عرّفه ما عليه من الوزر في جزعه، و الأجر على صبره.

و إن كان المعزى يتيما مسح يده على رأسه، و سكته بلطف و رفق، و دعا له بحسن الخلافة، و ترحم على ميته.

و ليس في تعزية النساء سنّة.

و لا يجوز تعزية الضلال عن الحق، و المخالفين للاعتقاد الصحيح، و أصناف الكفار، فإن اضطر الإنسان إلى تعزيتهم إن اقتضت المصلحة له في دينه و دنياه ذلك، فليعزهم، و ليدع لهم في التعزية بإلهام الصبر و لا يدع لهم بالأجر، و لا بأس أن يدعو لهم بالبقاء، بذلك ثبت الخبر عن أئمة الهدى من آل محمّد (عليهم السلام) [1].

و المستحب لمشيع الجنازة، و حاضري أصحاب المصائب، أن لا ينصرفوا حتى يأذنوا لهم في الانصراف، بذلك جرت السنة، فإن كان المعزى جاهلا بما ينبغي له من الإذن لهم في الانصراف، فسكت عنهم، انصرفوا بغير إذنه.

و ينبغي لصاحب المصيبة أن يتميّز من غيره.

و لا يجوز للوالدين شقّ جيبهما على ولدهما، فإن فعلا ذلك أثما، و كانت عليهما كفارة يمين، على كل واحد منهما، على ما روي في بعض أخبارنا [2]


[1] لم نجد فيما بأيدينا من المصادر.

[2] الوسائل: الباب 31 من أبواب الكفارات، و الباب 84 من أبواب الدفن.

اسم الکتاب : السرائر الحاوي لتحرير الفتاوي المؤلف : ابن إدريس الحلي    الجزء : 1  صفحة : 172
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست