و قد قال في كشف اللثام: و لو تابت قبل البيّنة سقط عنها الحدّ
و كذا لو ادّعت التوبة قبلها.
رابعها: أنه لو تابت بعد قيام البيّنة
فإنّه لا يسقط الحدّ عنها.
و قد استدلّ على ذلك بأمور:
منها خبر أبي بصير حيث دلّ على وجوب القتل إذا وقع في يد الإمام و
وجوب ردّه إن عرف مكانه.
نعم قد يستشكل فيه من جهة دلالة صدره على أنه إذا تاب بعد البيّنة
فليس عليه شيء.
لكنهم حملوه على أن قول الإمام عليه السلام: إن تاب فما عليه شيء،
يعني تاب قبل قيام البيّنة و إن كان مورد السؤال هو أنه قد هرب بعد أن أقيمت عليه
البيّنة.
و يمكن أن يقال في توجيه ذلك بأنه كان قد تاب بينه و بين اللّه
سبحانه الّا أن الشهود لم يعلموا ذلك و لذا أقدموا على إقامة الشهادة و لما رأى
أنه لا يتمكن من إثبات توبته من قبل هرب و في الفرض لا شيء عليه بنفسه فليس يجب
عليه الحضور لإجراء الحدّ عليه و إنّما الحاكم موظّف بإقامة الحدّ عليه إذا وقع هو
في يده بل يبعث إليه إن علم بمكانه.
و منها رواية الحلبي[1] الواردة
في سرقة رداء صفوان المذكورة آنفا فإنّها صريحة في أنه لا دافع للحدّ بعد الرفع و
إثبات الجرم عند الحاكم فراجع.
و منها استصحاب بقاء وجوب الحدّ ما لم يدلّ دليل على سقوطه.
و دعوى عدم ثبوت الحدّ في الذمّة بمجرّد قيام البيّنة ليستصحب فقد
ردّ عليه في الجواهر و استضعفه معلّلا بقوله: ضرورة دلالة النص و الفتوى على
تعلّقه
[1] وسائل الشيعة ج 18 ب 17 من أبواب مقدّمات
الحدود ح 2.