responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الدر المنضود في احكام الحدود المؤلف : الگلپايگاني، السيد محمد رضا    الجزء : 2  صفحة : 324

من إقامة الحدود و التعزيرات على أهل المعاصي و على الجملة فلا حدّ على من كان في تلك الظروف المنكرة كما أنه لا حرمة منجزّة عليه.

نعم الجاهل المقصّر معاقب لالتفاته إلى ورود تكاليف في الشريعة فالحجّة عليه تامّة و يقال له لماذا تعلّمت كما يقال لمن علم و عصى: لماذا خالفت و هلّا عملت [1] إلّا أن الحكم بإقامة الحدّ عليه غير خال عن الإشكال و ذلك لاحتمال موضوعيّة العلم في إقامة الحدّ بل إنّ ظاهر الروايات المذكورة أن المصحّح للحدّ هو علمه التفصيلي بالحرمة لا مجرد أنه عالم بوجود محرّمات في الإسلام بصورة الإجمال، و العقوبة الأخروية أي العذاب لا تلازم العقوبة الدنيوية أي الحد.

في حكم العصير العنبيّ‌

قال المحقق: و يتعلّق الحكم بالعصير إذا غلا و إن لم يقذف بالزبد إلّا أن يذهب بالغليان ثلثاه أو ينقلب خلًّا و بما عداه إذا حصلت فيه الشدّة المسكرة.

أقول: المراد بالعصير هو العصير العنبيّ، و إطلاق الغليان يشمل ما إذا كان بنفسه أو بالنار أو بالشمس.

و قوله: و إن لم يقذف بالزبد إشارة إلى ردّ أبي حنيفة حيث اعتبر الإزباد و إطلاق كلامه شامل لما إذا تحقق فيه الإسكار أو لم يتحقق و لم يحصل، فبمجرّد الغليان يحرم و يتعلّق به حكم الخمر و يستمرّ ذلك إلى أن يذهب ثلثاه بالغليان أو ينقلب عن كونه عصيرا إلى الخلّ.

______________________________
[1] أمالي الشيخ الطوسي ج 1 ص 8 عن مسعدة بن زياد قال: سمعت جعفر بن محمّد عليهما السّلام و قد سئل عن قوله تعالى‌ «فَلِلَّهِ الْحُجَّةُ الْبالِغَةُ»، فقال: إنّ اللَّه تعالى يقول للعبد يوم القيامة عبدي أ كنت عالما؟ فإن قال: نعم، قال له: أ فلا عملت بما علمت؟ و إن قال: كنت جاهلا، قال له: أفلا تعلّمت حتى تعمل؟ فيخصمه، فتلك الحجّة البالغة.

و رواه في تفسير الصافي في ذيل الآية 149 من سورة الأنعام.

اسم الکتاب : الدر المنضود في احكام الحدود المؤلف : الگلپايگاني، السيد محمد رضا    الجزء : 2  صفحة : 324
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست