شرف عند اللَّه كشهري رجب و شعبان بل و كلّ
زمان شريف و ساعة لها فضل، كبين الطلوعين مثلا، فلو شرب الخمر في هذه الساعة وجب
ان يجلد و يزاد في حدّه لهتكه الساعة الشريفة، و للزم ان يزاد في حدّه إذا كان في
ليلة القدر- من شهر رمضان- التي هي خير من الف شهر مضافا الى الزيادة التي كانت
لشهر رمضان و هكذا لزم الزيادة إذا اتى بموجب الحدّ في المسجد أو على قرب من قبور
أبناء الأئمّة أو لدى مضاجع العلماء و الأولياء الصالحين، بل و في مثل ارض قم
المشرّفة التي شهدت بفضلها العظيم الأخبار الواردة عن خزّان الوحي، فهل يمكن القول
بانّ من شرب الخمر بأرض قم المقدّسة يزاد في حدّه؟ و مجرّد انّ الأصحاب فهموا
التعميم و شهد له الاعتبار- على ما افاده صاحب الجواهر- غير كاف في ذلك و كأنّهم
قالوا بذلك من باب أصل التجرّي و انّ لهذا المجرم جرأة على العصيان.
و كيف كان فالجزم بذلك مشكل جدّا و المقدار المسلّم هو خصوص شهر
رمضان و ما له حرمة كحرمته مثل الكعبة و مسجد النبيّ و حرم الأئمّة الطاهرين. و
انّى لا أظنّ انّ الأصحاب يقولون بالتعميم الى كل زمان أو مكان له نوع شرف و فضل.
و على اىّ حال فكلّما شككنا في انّه يوجب الزيادة في الحدّ أم لا
فمقتضى قاعدة الدرء هو العدم.
تمّ بحمد اللَّه و المنة و نحن نقول: «الحمد للّه ربّ العالمين و
صلّى اللَّه على محمّد و آله الطاهرين.» العبد: على الكريمي الجهرمى