اسم الکتاب : الخلاف المؤلف : الشيخ الطوسي الجزء : 1 صفحة : 597
هذه القرى التي بين مكة و المدينة.
و قال أبو حنيفة: لا تجب على أهل السواد، و انما تجب على أهل الأمصار [1].
و قال أبو يوسف: المصر ما كان فيه سوق و قاضٍ يستوفي الحقوق و وال يستوفي الحدود، قال: فان سافر الامام، فدخل قرية، فان كان أهلها يقيمون الجمعة صلى الجمعة و إلا لم يصلها [2].
و تحقيق الخلاف معهم هل تصح الجمعة من أهل السواد أم لا؟ فان تحقيق مذهبهم في الوجوب انها لا تجب على أهل المصر لأنهم قالوا: ان صلى الامام يوم الجمعة بعد الزوال ظهرا أربعا أساء و أجزأه، فلا معنى للكلام معهم في الوجوب في أهل القرى و السواد.
دليلنا: إجماع الفرقة فإنهم أجمعوا على ان سبعة نفر تجب عليهم الجمعة، و منهم من يقول بالخمسة، و لم يفرقوا بين أهل المصر و بين أهل السواد، و أخبارهم عامة، فوجب حملها على عمومها.
و روى محمد بن مسلم عن أحدهما (عليهما السلام) قال: سألته عن أناس في قرية هل يصلون الجمعة جماعة؟ قال: «نعم، و يصلون أربعا إذا لم يكن من يخطب» [3] فدل على انه إذا كان لهم من يخطب صلوا الجمعة.
و روى الفضل بن عبد الملك قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول:
[1] المبسوط 2: 23، الهداية 1: 82، الأصل 1: 345، و فتح العزيز 4: 608، و نيل الأوطار 3: 287، و المجموع 4: 505، و بداية المجتهد 1: 154.