responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الحدائق الناضرة في أحكام العترة الطاهرة المؤلف : البحراني، الشيخ يوسف    الجزء : 3  صفحة : 366

قيل: و لعل خطابهما (عليهما السلام) مع أهل مكة و نحوهم الذين يكتفون بتلقين كلمة التوحيد، و في الوافي بعد نقل الخبر المذكور: «و ذلك لأنهم مستغنون عن تلقين التوحيد لانه خمر بطينتهم لا ينفكون عنه» انتهى أقول: فيه ان ظاهر كلامه تخصيص ذلك بالأئمة بمعنى ان المراد بموتانا يعني من الأئمة و هو بعيد غاية البعد فإنهم (عليهم السلام) حال موتهم لا يحتاجون الى تلقين كلمة التوحيد و لا غيرها، و لهذا لم يرد في شيء من اخبار موت النبي (صلى الله عليه و آله) و لا أحد من الأئمة (عليهم السلام) تعرض لتلقينهم، و خطاب الأمر بالتلقين انما توجه لغيرهم بان يلقن بأسمائهم مضافا الى كلمتي الشهادة، و أيضا فإن الأمر بالتلقين انما هو لدفع و ساوس الشياطين الذين يعرضون لابن آدم عند الموت كما تقدم في الاخبار و الشياطين لا تسلط لهم عليهم، و ايضا كما ان طينتهم معجونة بالتوحيد فهي بالرسالة أشد لأنهم من مواليد عنصرها و أغصان شجرها.

و ان أراد ما عداهم من بني هاشم ففيه ان ظاهر خبري القداح و الحلبي [1] الدالين على تلقين رسول الله (صلى الله عليه و آله) و أمير المؤمنين (عليه السلام) لمن حضراه من بني هاشم كلمات الفرج يرد ما ذكره. و بالجملة فإن كلامه عندي غير موجه و ان تبعه فيه غيره ايضا. و الأظهر عندي في معنى الخبر المذكور ان معنى قوله: «تلقنون موتاكم كلمة التوحيد» يعني خاصة من غير إردافها بكلمة الرسالة، و كأنه إشارة الى ما يقوله العامة يومئذ من الاقتصار على تلك الكلمة، و مراده ان ذلك هو المعمول في بلادكم و اما نحن يعني معشر الأئمة (عليهم السلام) فإنا نأمر شيعتنا و موالينا و نفعل بمن حضرناه منهم تلقين الرسالة زيادة على كلمة التوحيد لا ان المراد تلقين الرسالة خاصة، و يحتمل ان يكون خطابهما (عليهما السلام) انما هو لبعض المخالفين لا الراويين المتقدمين و ان نقلا ذلك مجملا، و أمثال ذلك غير عزيز في الاخبار.

(الرابعة)

- ظاهر الاخبار المذكورة متابعة المريض للملقن فيما يقول و هو


[1] ص 362 و 363.

اسم الکتاب : الحدائق الناضرة في أحكام العترة الطاهرة المؤلف : البحراني، الشيخ يوسف    الجزء : 3  صفحة : 366
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست