اسم الکتاب : الحدائق الناضرة في أحكام العترة الطاهرة المؤلف : البحراني، الشيخ يوسف الجزء : 24 صفحة : 616
و قال الفراء على ما نقله في كتاب مجمع البيان [1] تعلمون نشوزهن، قال: و قد يكون الخوف بمعنى العلم، و هو ظاهر جملة من الأصحاب كما سيظهر لك إن شاء الله تعالى.
الثاني: إن هذه الأمور الثلاثة المذكورة في الآية على التخيير أو الجمع أو الترتيب بالتدرج من الأخف إلى الأثقل، و هو جل شأنه قد ذكر الثلاثة متعاطفة بالواو، و المفيدة للجمع، و قد ذهب ابن الجنيد إلى الجمع في هذه الأمور الثلاثة كما هو ظاهر الواو، و جعلها مترتبة على النشوز بالفعل، و لم يتعرض للحكم مع ظهور أماراته، و كأنه حمل الخوف على معنى العلم كما تقدم نقله عن الفراء، و أبقى الواو على ظاهرها من إفادة الجمع، و ذهب جمع منهم المحقق في النافع إلى أن هذه الأمور الثلاثة مترتبة، لكن المحقق اعتبر في الوعظ ظهور أمارة العصيان، و في الهجر عدم إفادة الوعظ، و في الضرب عدم إفادة الهجر.
و أنت خبير بأنه إذا لم يفد الوعظ يكون النشوز متحققا بالفعل.
و العلامة في الإرشاد جعل الأمور الثلاثة مترتبة على النشوز بالفعل مع كونها في نفسها مرتبة و هو ظاهر كلام الثقة الجليل علي بن إبراهيم الآتي إن شاء الله تعالى.
و ظاهر جماعة منهم المحقق في الشرائع و العلامة في القواعد جعل الأمور الثلاثة منزلة على الحالين- أعني ظهور أمارات النشوز، و تحققه بالفعل- فإنهم جعلوا الوعظ و الهجر معلقا على ظهور أماراته، و الضرب منوطا بحصوله بالفعل، و العلامة في التحرير و قوله جمع من الأصحاب فصلوا في المسألة تفصيلا آخر فجعلوه الأمور الثلاثة مترتبة على مراتب ثلاثة من حالها، فمع ظهور أمارات النشوز يقتصر على الوعظ، و مع تحققه قبل الإصرار ينتقل إلى الهجر، فإن لم ينجع و أصرت انتقل إلى الضرب، و استقر به السيد السند في شرح النافع قال:
فيكون معنى الآية «وَ اللّٰاتِي تَخٰافُونَ نُشُوزَهُنَّ» فَعِظُوهُنَّ، فإن نشزن فاهجروهن