اسم الکتاب : الحدائق الناضرة في أحكام العترة الطاهرة المؤلف : البحراني، الشيخ يوسف الجزء : 23 صفحة : 38
الملائكة، و الحمد لله الذي كان في علمه السابق، و كتابه الناطق، و بيانه السابق، إن أحق الأسباب بالصلة و الأثرة و أولى الأمور بالرغبة، فيه سبب أوجب سببا، و أمر أعقب غنى، فقال جل و عز[1]وَ هُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْمٰاءِ بَشَراً فَجَعَلَهُ نَسَباً وَ صِهْراً وَ كٰانَ رَبُّكَ قَدِيراً، و قال[2]وَ أَنْكِحُوا الْأَيٰامىٰ مِنْكُمْ وَ الصّٰالِحِينَ مِنْ عِبٰادِكُمْ وَ إِمٰائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرٰاءَ يُغْنِهِمُ اللّٰهُ مِنْ فَضْلِهِ وَ اللّٰهُ وٰاسِعٌ عَلِيمٌ.
و لو لم يكن في المناكحة و المصاهرة آية محكمة و لا سنة متبعة، و لا أثر مستفيض لكان فيما جعل الله من بر القريب، و تقريب البعيد، و تأليف القلوب، و تشبيك الحقوق، و تكثير العدد، و توفير الولد، لنوائب الدهر، و حوادث الأمور، ما يرغب في دونه العاقل اللبيب، و يسارع إليه الموفق المصيب، و يحرص عليه الأديب الأريب، فأولى الناس بالله من اتبع أمره و أنفذ حكمه و أمضى قضاءه، و رجا جزاءه، و فلان بن فلان من قد عرفتم حاله و جلاله دعاه رضا نفسه و أتاكم إيثارا لكم و اختيارا لخطبة فلانة بنت فلان كريمتكم، و بذل لها من الصداق كذا و كذا فتلقوه بالإجابة، و أجيبوه بالرغبة و استخيروا الله في أموركم يعزم لكم على رشدكم إن شاء الله، نسأل الله أن يلحم ما بينكم بالبر و التقوى، و يؤلفه بالمحبة و الهوى، و يختمه بالموافقة و الرضا إنه سميع الدعاء لطيف لما يشاء».
و عن عبد الله بن ميمون القداح [3]«عن أبي عبد الله (عليه السلام) إن علي بن الحسين (عليهما السلام) كان يتزوج و هو يتعرق عرقا يأكل فما يزيد على أن يقول: الحمد لله و صلى الله على محمد و آله، و يستغفر الله عز و جل، و قد زوجناك على شرط الله ثم قال: علي بن الحسين (عليهما السلام) إذا حمد الله فقد خطب».