responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الحدائق الناضرة في أحكام العترة الطاهرة المؤلف : البحراني، الشيخ يوسف    الجزء : 21  صفحة : 575

كان الفساد باشتراط عدم الأجرة في العقد أو متضمنا له كما لو لم يذكره أجرة فإنه حينئذ يقوى عدم وجوب الأجرة لدخول العامل على ذلك قال: و هو حسن، أقول: لقائل أن يقول بالنسبة إلى الصورة الأولى و هو اشتراط عدم الأجرة كأن يقول آجرتك نفسي لأعمل لك كذا و كذا بغير أجرة، ان مرجع هذا الكلام الى التبرع بالعمل، فلا أثر لقبول المستأجر و لا إذنه الذي هو شرط في صحة العقد، و أيضا فإن هذا الشرط مناف لمقتضى معنى آجرتك كما تقدم في تعريف الإجارة من أنها عقد ثمرته تمليك المنفعة الخاصة بعوض، أو عبارة عن نفس الثمرة، فالأظهر أنه ليس بعقد فاسد، بل اذن في العمل بغير أجرة، و الا فلا معنى لهذا اللفظ بل لا يمكن أن يتلفظ به عالم، عاقل الا أن يقصد التجوز بلفظ آجرتك، و إخراجه عن معناه، و هذا بحمد الله تعالى ظاهر.

و أما بالنسبة إلى الصورة الثانية و هي ترك ذكر الأجرة، فإنه يمكن أن يقال: ان ترك ذكرها لا يدل على الرضا بعدمها، بل هو أعم إذ قد يكون لنسيان أو جهل أو اعتقاد أنه معلوم مقرر أو أنه ينصرف إلى العادة و العرف، و يؤيده أن الأصل عدم التبرع، و لهذا حكموا مع عدم صحة العقد بأجرة المثل، بناء على ذلك حتى يعلم المخرج عنه بدليل.

و بالجملة فإن الترك أعم و العام لا دلالة على الخاص، و في المسالك بعد أن نقل عن الشهيد ما قدمنا ذكره قال: و ربما استشكل الحكم فيما لو كانت الإجارة متعلقة بمنفعة عين كدار مثلا، فاستوفاها المستأجر بنفسه، فان اشتراط عدم العوض إنما كان في العقد الفاسد الذي لا أثر لما تضمنه من التراضي فحقه وجوب أجرة المثل، كما لو باعه على أن لا ثمن عليه.

ثم أجاب بأنه مع اشتراط عدم الأجرة في الصورة المذكورة يكون ذلك من قبيل العارية دون عقد الإجارة، قال: فإن الإعارة لا يختص بلفظ مخصوص، بل و لا يتوقف على لفظ مطلقا، و لا شك أن اشتراط عدم الأجرة صريح في الأذن

اسم الکتاب : الحدائق الناضرة في أحكام العترة الطاهرة المؤلف : البحراني، الشيخ يوسف    الجزء : 21  صفحة : 575
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست