اسم الکتاب : الحدائق الناضرة في أحكام العترة الطاهرة المؤلف : البحراني، الشيخ يوسف الجزء : 2 صفحة : 43
[علة التحريم]
(أحدهما)- تحريم الاستنجاء بهذه الأشياء، أما الثلاثة الأول منها فظاهر العلامة في المنتهى دعوى الإجماع على حرمة الاستنجاء بها، لكنه في التذكرة احتمل الكراهة في الأولين منها، و بذلك صرح المحدث الشيخ محمد بن الحسن الحر العاملي في كتاب الوسائل، حيث قال: «باب كراهة الاستنجاء بالعظم و الروث» [1] و في المعتبر صرح بالإجماع على التحريم فيهما.
و يدل على التحريم فيهما
رواية ليث المرادي عن أبي عبد اللّٰه (عليه السلام)[2] قال: «سألته عن استنجاء الرجل بالعظم أو البعر أو العود. فقال: اما العظم و الروث فطعام الجن، و ذلك مما اشترطوا على رسول اللّٰه (صلى اللّٰه عليه و آله) فقال: لا يصلح بشيء من ذلك».
و قال في الفقيه [3]: «لا يجوز الاستنجاء بالروث و العظم، لان
وفد الجان جاؤوا إلى رسول اللّٰه (صلى اللّٰه عليه و آله) فقالوا: يا رسول اللّٰه متعنا، فأعطاهم الروث و العظم، فلذلك لا ينبغي ان يستنجى بهما».
و اما الثالث فالذي ورد منه في الأخبار الخبز، كما روي في عدة من كتب الاخبار: منها-
الكافي، و روى فيه [4] عن عمرو بن شمر قال: «سمعت أبا عبد اللّٰه (عليه السلام) يقول في حديث: ان قوما أفرعت عليهم النعمة و هم أهل الثرثار[5]فعمدوا إلى مخ الحنطة فجعلوه خبزا هجأ، و جعلوا ينجون به صبيانهم،
[2] المروية في الوسائل في الباب- 35- من أبواب أحكام الخلوة.
[3] ج 1 ص 20 و في الوسائل في الباب- 35- من أبواب أحكام الخلوة.
[4] ج 2 ص 165 و في الوسائل في الباب- 40- من أبواب أحكام الخلوة، و في الباب- 78- من أبواب آداب المائدة.
[5] قال في بيان الوافي: «الثرثار اسم نهر، و هجأ من هحأ كمنع إذا سكن جوعه و ذهب، و ينجون اى يستنجون، و الأسف السخط، قال اللّٰه تعالى: «فَلَمّٰا آسَفُونٰا انْتَقَمْنٰا مِنْهُمْ» و الأضعاف هو جعل الشيء ضعيفا أو مضاعفا، و لعل الأول أظهر إلا ان الثاني انسب بكلام المرأة و قوله (عليه السلام): «لهم» دون «عليهم» و ذلك لأنهم لما اعتمدوا على النهر ضاعف اللّٰه لهم النهر، و حبس عنهم القطر و الزرع ليعلموا ان النهر لا يغنيهم عن اللّٰه تعالى و ان الاعتماد على اللّٰه» انتهى (منه (رحمه اللّٰه).
اسم الکتاب : الحدائق الناضرة في أحكام العترة الطاهرة المؤلف : البحراني، الشيخ يوسف الجزء : 2 صفحة : 43