responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الحدائق الناضرة في أحكام العترة الطاهرة المؤلف : البحراني، الشيخ يوسف    الجزء : 2  صفحة : 305

العبارات سيما عبارات العلامة (عطر اللّٰه مرقده) الذي هو مخترع هذا القول على تعددها فإن غاية ما يخرج به عن كلام القوم التعبير بالمفصل دون هذا العظم الخفي الذي ذكره- يكاد يقطع العقل ببعده.

و عمدة ما يدور عليه كلامه (قدس سره)- في الاستدلال على هذا القول و يشجعه على انه مراد العلامة- شيئان:

(أحدهما)- نسبة الفخر الرازي و من تبعه ذلك إلى الشيعة و فيه ان الفخر الرازي قد نقل ذلك أيضا عن الأصمعي كما قدمنا نقله عنه، مع انك قد عرفت- مما نقله شيخنا الشهيد في الذكرى عن أبي عمرو الزاهد- ان مذهب الأصمعي في الكعب انما هو مذهب العامة، و بذلك أيضا صرح احمد بن محمد الفيومي في المصباح المنير، و حينئذ فإذا احتمل تطرق الاختلال إلى نقله عن علماء مذهبه فبالطريق الاولى إلى مذهب الشيعة، و يؤيده ما قدمنا نقله عن ابن الأثير من ان مذهب الشيعة انهما العظمان اللذان في ظهر القدم، و ما صرح به في المصباح المنير أيضا، حيث قال: «و ذهبت الشيعة إلى ان الكعب في ظهر القدم و أنكره أئمة اللغة كالاصمعي و غيره».

و (ثانيهما)- صحيح زرارة و أخيه المتقدم ذكره [1] و هو- بعد ما عرفت من ظهور هذا المعنى من كلام الأصحاب سيما كلام الشيخين في المقنعة و التهذيب و ظهوره أيضا من تلك الأخبار المتقدمة- يجب إرجاعه إلى ما عليه الأصحاب سيما مع عدم الصراحة لما عرفت من تطرق الاحتمال إلى المعنى الذي اعتمدوه منه، و جملة المتقدمين من الأصحاب لم يفهموا منه المخالفة لما قرروه في عبائرهم من معنى الكعب المشهور، و لهذا ان الشيخ في التهذيب- بعد ذكر ما قدمنا نقله عنه مما هو صريح في المعنى المشهور- نظم هذه الرواية في سلك الأدلة على ذلك و لم يجعلها في قالب المخالف، و المحقق في المعتبر كذلك بعد ما عرف الكعب بأنه قبة القدم، و ما ذاك كله إلا لفهمهم منها الانطباق على المعنى


[1] في الصحيفة 299.

اسم الکتاب : الحدائق الناضرة في أحكام العترة الطاهرة المؤلف : البحراني، الشيخ يوسف    الجزء : 2  صفحة : 305
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست