اسم الکتاب : الحدائق الناضرة في أحكام العترة الطاهرة المؤلف : البحراني، الشيخ يوسف الجزء : 18 صفحة : 52
عن الصلاة! و كان يقول: ما أصنع، أضيع مالي؟ هذا رجل قد بعته و أريد ان استوفى منه، و هذا رجل قد اشتريت منه و أريد ان أو فيه، فدخل رسول الله من أمر سعد غم شديد أشد من غمه بفقره فهبط جبرئيل (عليه السلام) فقال: يا محمد، ان الله تعالى قد علم غمك بسعد، فأيما أحب إليك: حاله الأولى أو حاله هذه؟ فقال: يا جبرئيل، بل حاله الاولى، فقد ذهبت دنياه بدينه و آخرته. فقال له جبرئيل (عليه السلام): ان حب الأموال و الدنيا فتنة و مشغلة عن الآخرة، قل لسعد، يرد عليك الدرهمين الذين دفعتهما إليه، فإن أمره يصير الى الحال التي كان عليها أولا، قال: فخرج رسول الله (صلى الله عليه و آله و سلم) فمر بسعد، فقال له: اما تريد ان ترد علينا الدرهمين الذين أعطيتكهما؟ فقال له سعد: و مأتين. فقال له: لست أريد منك الا الدرهمين، فأعطاه سعد درهمين. قال: فأدبرت الدنيا عن سعد، حتى ذهب ما كان معه و ما جمع، و عاد الى حالته التي كان عليها[1].
«و منها»
ان لا يتوكل حاضر لباد
. و المراد بالبادي: الغريب الجالب للبلد، أعم من ان يكون من البادية أو قرويا. و معناه: ان يحمل البدوي أو القروي متاعه الى بلد فيأتيه البلدي، و يقول له: انا أبيعه لك بأعلى ما تبيعه، قبل ان يعرفه السعر، و يقول: انا أبيع لك. و أكون سمسارا. كذا ذكره في المسالك.
و قد اختلف الأصحاب في ذلك تحريما و كراهة. فذهب الشيخ في النهاية الى الثاني.
و هو قول العلامة في المختلف، و اختيار المحقق في الشرائع، و الشهيد في الدروس.
و في المبسوط و الخلاف إلى الأول، الا انه قيده في المبسوط بما يضطر اليه الناس، بان يكون في فقده إضرار بهم.
و قال ابن البراج في المهذب كقول الشيخ في المبسوط. و به قال ابن إدريس، و العلامة في المنتهى.
[1] الوسائل ج 12 ص 297 باب: 14 أبواب آداب التجارة حديث: 2 و الكافي ج 5 ص 312 حديث: 38.
اسم الکتاب : الحدائق الناضرة في أحكام العترة الطاهرة المؤلف : البحراني، الشيخ يوسف الجزء : 18 صفحة : 52