اسم الکتاب : الحدائق الناضرة في أحكام العترة الطاهرة المؤلف : البحراني، الشيخ يوسف الجزء : 18 صفحة : 336
في كتابه «وَ ابْتَلُوا الْيَتٰامىٰ حَتّٰى إِذٰا بَلَغُوا النِّكٰاحَ، فَإِنْ آنَسْتُمْ مِنْهُمْ رُشْداً فَادْفَعُوا إِلَيْهِمْ أَمْوٰالَهُمْ. وَ لٰا تَأْكُلُوهٰا إِسْرٰافاً وَ بِدٰاراً أَنْ يَكْبَرُوا. وَ مَنْ كٰانَ غَنِيًّا فَلْيَسْتَعْفِفْ وَ مَنْ كٰانَ فَقِيراً فَلْيَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ»قال: المعروف هو القوت. و انما عنى الوصي لهم و القيم في أموالهم ما يصلحهم[1].
و ما رواه
الشيخان المتقدمان عن عبد الله بن سنان في الصحيح، عن ابى عبد الله (عليه السلام) في قول الله «فَلْيَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ»قال: المعروف هو القوت، و انما عنى الوصي و القيم في أموالهم ما يصلحهم[2].
و عن حنان بن سدير في الموثق، قال: قال الصادق (عليه السلام) سألني عيسى بن موسى عن القيم للأيتام في الإبل، ما يحل له منها فقلت: إذا لاط حوضها، و طلب ضالتها و هنأ جرباها فله أن يصيب من لبنها من غير نهك لضرع، و لا فساد لنسل[3].
و عن ابى الصباح الكناني عن ابى عبد الله (عليه السلام) في قوله عز و جل «وَ مَنْ كٰانَ فَقِيراً فَلْيَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ»[4]فقال: ذلك رجل يحبس نفسه عن المعيشة، فلا بأس أن يأكل بالمعروف، إذا كان يصلح لهم أموالهم، فإن كان المال قليلا فلا يأكل منه شيئا. قال: قلت: أ رأيت قول الله عز و جل «وَ إِنْ تُخٰالِطُوهُمْ فَإِخْوٰانُكُمْ[5]»؟
قال: تخرج من أموالهم قدر ما يكفيهم، و تخرج من مالك قدر ما يكفيك، ثم تنفقه، قلت، أ رأيت ان كانوا يتامى صغارا و كبارا، و بعضهم أعلى كسوة من بعض، و بعضهم أكل من بعض، و ما لهم جميعا. فقال: اما الكسوة فعلى كل انسان ثمن كسوته، و اما الطعام فاجعلوه جميعا، فان الصغير يوشك أن يأكل مثل الكبير[6].
[3] التهذيب ج 6 ص 340 حديث: 72، لاط حوضها اى: طينها، و هنأ جرباها: إذا طلاه بالهناء اى القطران، و هو ما يتخذ من حمل شجرة العرعر. و النهك: استيفاء ما في الضرع من اللبن.