اسم الکتاب : الحدائق الناضرة في أحكام العترة الطاهرة المؤلف : البحراني، الشيخ يوسف الجزء : 18 صفحة : 161
قال في الكتاب المذكور: و نظيره «وَ انْتَصَرُوا مِنْ بَعْدِ مٰا ظُلِمُوا»[1].
و في تفسير على بن إبراهيم- (قدس سره)-: و قوله تعالى «لٰا يُحِبُّ اللّٰهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلّٰا مَنْ ظُلِمَ»اى لا يحب الله ان يجهر الرجل بالظلم و السوء و لا يظلم، الا من ظلم، فقد أطلق له ان يعارضه بالظلم[2].
و في المجمع- ايضا- عن الصادق (عليه السلام): انه الضيف ينزل بالرجل فلا يتحسن ضيافته، فلا جناح عليه ان يذكره بسوء ما فعله[3].
و في تفسير العياشي- أيضا- عنه (عليه السلام) في هذه الآية: من أضاف قوما فأساء ضيافتهم فهو ممن ظلم، فلا جناح عليهم فيما قالوا فيه.
و عنه (عليه السلام): الجهر بالسوء من القول، ان يذكر الرجل بما فيه[4].
أقول: الظاهر ان التفسير بالضيف من حيث دخوله في عموم الآية و إطلاقها، فلا منافاة فيه للتفسير الأول. و ظاهر ما نقلناه عنهم: تخصيص الحكم بالتظلم عند الحاكم الشرعي و نحوه، يرجى به دفع الظلم عنه، بان يقول: ان فلانا غصبني أو ضربني أو نحو ذلك. و مقتضى ظاهر الآية: العموم. و كذا ظاهر الاخبار المنقولة في تفسيرها.
(و منها)
الاستفتاء
، كما يقول المستفتي: ظلمني أبي أو أخي، فكيف طريقي في الخلاص؟
قال في الكفاية: و الأسلم هنا التعريض، بان يقول: ما قولك في رجل ظلمه أبوه أو اخوه؟
و قد روى: «ان هندا قالت للنبي (صلى الله عليه و آله و سلم): ان أبا سفيان رجل شحيح، و ليس يعطيني ما يكفيني و ولدي، إلا ما أخذت منه و هو لا يعلم، فقال: خذي ما يكفيك