اسم الکتاب : الحدائق الناضرة في أحكام العترة الطاهرة المؤلف : البحراني، الشيخ يوسف الجزء : 17 صفحة : 395
قوله «عن رؤسهم» و المصادر الأربعة متقاربة المعاني، و القنوت: الخضوع، و الجم: الكثير، و الدنو: القرب، و التفاف النبات: اشتباكه.
و في النهج «ملتف البناء» أى مشتبك العمارة، و البرة: الواحدة من البر، و هو الحنطة أو بالفتح اسم جمع، و الريف بالكسر: أرض ذات ذرع و خصب، و ما قارب الماء من أرض العرب، و المحدقة: المحيطة، و عراص: جمع عرصة، و هي الساحة، و المغدقة كثيرة الماء، و في قوله «مصارعة الشك» استعارة لطيفة، و كذا في قوله «معتلج الريب» و معناهما متقاربان، و المعتلج: اسم مفعول من الاعتلاج، و هو التغالب و الاضطراب، يقال: اعتلجت الأمواج، أى تلاطمت و اضطربت.
و مرجع الكلام إلى أنه كلما كان الابتلاء و الامتحان أشد كان الثواب أجزل و أعظم، و لو أنه سبحانه جعل العبادة سهلة على المكلفين لما استحقوا عليها الا يسيرا من الجزاء، و هذا هو وجه الحكمة في ابتلاء خلقه بإبليس و جنوده، و النفس الامارة بالسوء و الأمر بالجهاد و نحو ذلك، و الا فهو قادر على دفع إبليس عنهم، و خلق نفوسهم مطيعة، و جمع الناس على طاعته، و لكنه لا يظهر حينئذ وجه استحقاقهم الثواب و الجزاء، كما لا يخفى، و الله العالم.
الفصل الثاني عشر [بيان أن المكة لم سميت بمكة]:
روى في الكافي في الصحيح أو الحسن عن معاوية بن عمار [1] قال: «قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): أقوم أصلي بمكة و المرأة بين يدي جالسة أو مارة؟ فقال: لا بأس إنما سميت بمكة لانه تبك فيه الرجال و النساء».
أقول:
أي يزدحم من بكة إذا زحمه.
و عن معاوية بن وهب [2] قال: «سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن الحطيم؟
قال: هو ما بين الحجر الأسود و بين الباب، و سألته لم سمى الحطيم؟ قال: لان الناس يحطم بعضهم بعضا هناك».
و عن أبان [3] عمن أخبره عن أبى جعفر (عليه السلام) قال: «قلت له: لم سمي