اسم الکتاب : الحدائق الناضرة في أحكام العترة الطاهرة المؤلف : البحراني، الشيخ يوسف الجزء : 17 صفحة : 386
لم يزالوا على شيء من الحنيفية، يصلون الرحم، و يقرون الضيف و يحجون البيت، و يقولون اتقوا مال اليتيم، فان مال اليتيم عقال، و يكفون عن أشياء من المحارم مخافة العقوبة، و كانوا لا يملى لهم إذا انتهكوا المحارم، و كانوا يأخذون من لحاء شجر الحرم فيعلقونه في أعناق الإبل، فلا يجترئ أحد أن يأخذ من تلك الإبل حيثما ذهبت و لا يجترئ أحد أن يعلق من غير لحاء شجر الحرم، أيهم فعل ذلك عوقب، و أما اليوم فأملى لهم، و لقد جاء أهل الشام فنصبوا المنجنيق على أبى قبيس، فبعث الله عليهم سحابة كجناح الطير، فأمطرت عليهم صاعقة فأحرقت سبعين رجلا حول المنجنيق».
الفصل التاسع [في استحباب توقير الحاج]:
روى في الكافي عن على بن عبد الله [1] عن أبى عبد الله (عليه السلام)، قال: «كان على بن الحسين (عليه السلام)، يقول: يا معشر من لم يحج استبشروا بالحاج إذا قدموا، و صافحوهم و عظموهم، فان ذلك يجب عليكم تشاركوهم في الأجر».
و عن سليمان بن جعفر الجعفري [2] عمن رواه عن ابى عبد الله (عليه السلام) قال كان على ابن الحسين يقول بادروا بالسلام على الحاج و المعتمر و مصافحتهم قبل ان تخالطهم الذنوب.
و روى في الفقيه مرسلا [3] قال «قال أبو جعفر (عليه السلام)، و قروا الحاج و المعتمر فان ذلك واجب عليكم».
و روى فيه أيضا مرسلا قال: «قال الصادق (عليه السلام): ان رسول الله (صلى الله عليه و آله و سلم) كان يقول للقادم من مكة قبل الله منك و أخلف عليك نفقتك و غفر ذنبك».
و روى الشيخ في التهذيب عن عبد الوهاب بن صباح عن أبيه [4] قال: «لقي مسلم مولى أبى عبد الله (عليه السلام) صدقة الاجدب و قد قدم من مكة فقال له مسلم:
الحمد لله الذي يسر سبيلك و هدى دليلك، و أقدمك بحال عافية و قد قضى الحج و أعان على السعة، فقبل الله منك و أخلف عليك نفقتك، و جعلها حجة مبرورة و لذنوبك طهورا،