responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الحدائق الناضرة في أحكام العترة الطاهرة المؤلف : البحراني، الشيخ يوسف    الجزء : 17  صفحة : 110

يقول: ضح بكبش أسود أقرن فحل، فان لم تجد فأقرن فحل يأكل في سواد و يشرب في سواد و ينظر في سواد».

و في صحيحة محمد بن مسلم أو حسنته [1] قال: «سألت أبا جعفر (عليه السلام) أين أراد إبراهيم (عليه السلام) أن يذبح ابنه؟ قال:

على الجمرة الوسطى، و سألته عن كبش إبراهيم ما كان لونه و أين نزل؟

قال: أملح، و كان أقرن، و نزل من السماء على الجبل الأيمن من مسجد منى، و كان يمشي في سواد، و يأكل في سواد، و ينظر و يبعر و يبول في سواد».

و اختلف الأصحاب في تفسير ذلك، فقال بعضهم: المراد بذلك كون هذه المواضع سوادا، أي العين التي تنظر بها و القوائم التي يمشي عليها و البطن الذي يبرك عليه، باعتبار زيادة «و يبرك في سواد» كما في عبائر بعض الأصحاب (رضوان الله تعالى عليهم) و لم نقف عليه في الأخبار، و هكذا سائر المواضع المذكورة، و نقل هذا عن ابن إدريس.

و قيل: إن المراد أنه من عظمه ينظر في ظل شحمة، و يمشي في فيئه و يبرك في ظل شحمة.

أقول: و هذا التفسير كناية عن المبالغة في السمن، و هو الأنسب بسياق الروايات المذكورة، و معناه أنه يكون سمينا له ظل يمشي فيه و يأكل فيه و ينظر فيه، و المراد أنه يكون له ظل عظيم لا مطلق الظل، فإنه لازم لكل ذي جسم كثيف.

و أما المشي فيه فليس بلازم، و إنما هو من تتمة المبالغة في عظم الظل فإن المشي فيه حقيقة لا يتحقق إلا عند مسامتة الشمس لرأس الشخص،


[1] الوسائل- الباب- 13- من أبواب الذبح- الحديث 6.

اسم الکتاب : الحدائق الناضرة في أحكام العترة الطاهرة المؤلف : البحراني، الشيخ يوسف    الجزء : 17  صفحة : 110
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست