اسم الکتاب : الحدائق الناضرة في أحكام العترة الطاهرة المؤلف : البحراني، الشيخ يوسف الجزء : 14 صفحة : 440
أميال من ما يلي العراق، و بينه و بين غمرة أربعة و عشرون ميلا بريدان».
و ما رواه في الكافي بهذا الاسناد عن ابى عبد الله (عليه السلام)[1] قال:
«آخر العقيق بريد أوطاس. و قال: بريد البعث دون غمرة ببريدين».
و ما رواه في الكافي عن ابي بصير عن أحدهما (عليهما السلام)[2] قال:
«حد العقيق ما بين المسلخ الى عقبة غمرة».
أقول: ظاهر هذه الاخبار بضم بعضها الى بعض هو خروج ذات عرق عن العقيق، فإن صحيحة عمر بن يزيد ظاهرة في ان مسافة العقيق بريدان و انه ما بين بريد البعث إلى غمرة، و صحيحة معاوية بن عمار أو حسنته ظاهرة في المسافة المذكورة، و كذا الرواية التي بعدها، و رواية أبي بصير صريحة في كون حد العقيق الى عقبة غمرة. و هذا كله ظاهر في خروج ذات عرق كما ذكرنا. إلا ان هذه الروايات قد اشتركت في الدلالة- و ان تفاوتت في ذلك ظهورا و خفاء- على ان المسلخ ليس هو أول العقيق بل اوله بريد البعث، و هو قبل المسلخ بستة أميال من ما يلي العراق، كما صرحت به صحيحة معاوية بن عمار أو حسنته، مع دلالة الأخبار الثلاثة الأول ان أول العقيق المسلخ، و هو الذي صرح به الأصحاب كما عرفت، و هو ايضا ظاهر صحيحة عمر بن يزيد، لان ظاهرها ان مسافة العقيق بريدان و ان ذلك ما بين بريد البعث إلى غمرة.
و السيد السند في المدارك- بعد ان استدل للقول المشهور برواية أبي بصير الاولى و مرسلة الصدوق، و استدل للقول الآخر بصحيحة عمر بن يزيد و حسنة معاوية بن عمار التي هي عندنا من الصحيح- رد الروايتين الأولتين بضعف السند.
و لا يبعد عندي حمل الخبرين المشار إليهما على التقية و ان اشتهر العمل