اسم الکتاب : الحدائق الناضرة في أحكام العترة الطاهرة المؤلف : البحراني، الشيخ يوسف الجزء : 13 صفحة : 375
ثم أقول: لا يخفى عليك ما في دلالة هذه الاخبار من الظهور و الصراحة في تحريم صوم هذا اليوم مطلقا و ان صومه إنما كان في صدر الإسلام ثم نسخ بنزول صوم شهر رمضان [1] و على هذا يحمل خبر صوم رسول الله (صلى اللّٰه عليه و آله)[2].
و اما خبر القداح و خبر مسعدة بن صدقة الدال كل منهما على ان صومه كفارة سنة و الأمر بصومه كما في ثانيهما فسبيلهما الحمل على التقية [3] لا على ما ذكروه من استحباب صومه على سبيل الحزن و الجزع، كيف و خبر الحسين بن ابى غندر عن أبيه [4] ظاهر في أن الصوم لا يكون للمصيبة و انما يكون شكرا للسلامة، مع دلالة الأخبار الباقية على النهى الصريح عن صومه مطلقا سيما خبر نجية و قولهما (عليهما السلام) فيه انه متروك بصيام شهر رمضان و المتروك بدعة. و بالجملة فتحريم صيامه مطلقا من هذه الاخبار أظهر ظاهر.
و اما خبر كثير النواء- مع كون راويه المذكور بتريا عاميا [5] قد وردت فيه الذموم الكثيرة مثل
قول الصادق (عليه السلام)[6]«اللهم إني إليك من كثير النوا برئ في الدنيا و الآخرة».
و قوله أيضا [7]«ان الحكم بن عتيبة و سلمة و كثير النواء و أبا المقدام و التمار- يعنى سالما- أضلوا كثيرا ممن ضل من هؤلاء و انهم ممن قال الله تعالى: