اسم الکتاب : الحدائق الناضرة في أحكام العترة الطاهرة المؤلف : البحراني، الشيخ يوسف الجزء : 12 صفحة : 136
يزكى يجيء قوم بألوان من التمر و هو من أردأ التمر يؤدونه من زكاتهم تمرا يقال له الجعرور و المعىفأرة قليلة اللحاء عظيمة النوى و كان بعضهم يجيء بها عن التمر الجيد فقال رسول اللّٰه (صلى اللّٰه عليه و آله) لا تخرصوا هاتين التمرتين و لا تجيئوا منهما بشيء و في ذلك نزل «وَ لٰا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ وَ لَسْتُمْ بِآخِذِيهِ إِلّٰا أَنْ تُغْمِضُوا فِيهِ»و الإغماض أن يأخذ هاتين التمرتين».
و رواه ابن إدريس في آخر كتاب السرائر نقلا من كتاب المشيخة للحسن ابن محبوب عن صالح بن رزين عن شهاب عن أبي عبد اللّٰه (عليه السلام)[1] مثله.
و روى العياشي في تفسيره عن رفاعة عن أبي عبد اللّٰه (عليه السلام)[2]«في قول اللّٰه عز و جل إِلّٰا أَنْ تُغْمِضُوا فِيهِ[3]فقال إن رسول اللّٰه (صلى اللّٰه عليه و آله) بعث عبد اللّٰه بن رواحة فقال لا تخرصوا أم جعرور و لا المعىفأرة و كان أناس يجيئون بتمر سوء فأنزل اللّٰه «وَ لَسْتُمْ بِآخِذِيهِ إِلّٰا أَنْ تُغْمِضُوا فِيهِ»و ذكر أن عبد اللّٰه بن رواحة خرص عليهم تمر سوء فقال رسول اللّٰه (صلى اللّٰه عليه و آله) يا عبد اللّٰه لا تخرصوا جعرورا و لا المعىفأرة».
و عن إسحاق بن عمار عن جعفر بن محمد (عليهما السلام)[4] قال: «كان أهل المدينة يأتون بصدقة الفطر إلى مسجد رسول اللّٰه (صلى اللّٰه عليه و آله) و فيه عذق يسمى الجعرور و عذق يسمى المعىفأرة كان عظيم نواهما رقيق لحاؤهما في طعمهما مرارة فقال رسول اللّٰه (صلى اللّٰه عليه و آله) للخارص لا تخرص عليهم هذين اللونين لعلهم يستحيون لا يأتون بهما فأنزل اللّٰه:
و هذه الروايات هي التي أشرنا إليها سابقا بأنها دالة على الخرص.
المقام الحادي عشر [هل تجزئ القيمة في زكاة الأنعام؟]
- المشهور بين الأصحاب (رضوان الله عليهم) الاجتزاء بالقيمة في الغلات و الأنعام و النقدين، و هو بالنسبة إلى الأنعام لا يخلو من إشكال لما قدمنا سابقا في المسألة السادسة من المسائل الملحقة بالمقام الثالث في زكاة