responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الحدائق الناضرة في أحكام العترة الطاهرة المؤلف : البحراني، الشيخ يوسف    الجزء : 10  صفحة : 52

قال الشيخ أبو على المذكور في تفسيره مجمع البيان [1] بعد نقله هذا القول:

و الى هذا ذهب أصحابنا فإنهم قالوا المعاصي كلها كبيرة لكن بعضها أكبر من بعض و ليس في الذنوب صغيرة و انما يكون صغيرا بالإضافة الى ما هو أكبر منه و يستحق العقاب عليه أكثر.

و ظاهر عبارته ان ذلك اتفاقي بين من تقدم عليه من أصحابنا و ربما ظهر ذلك ايضا من كلام الشيخ في العدة و ابن إدريس.

قال شيخنا البهائي (زاده اللّٰه بهاء و شرفا) في كتاب الأربعين بعد نقل ذلك عنه: لا يخفى ان كلام الشيخ الطبرسي مشعر بان القول بان الذنوب كلها كبائر متفق عليه بين الإمامية و كفى بالشيخ ناقلا:

«إذا قالت حذام فصدقوها * * * فان القول ما قالت حذام»

قيل: و لهذا القول شواهد في الأخبار مثل ما دل على

ان كل معصية شديدة [2].

و ما دل على ان كل معصية قد توجب لصاحبها النار [3] و ما دل على التحذير من استحقار الذنب و استصغاره [4] و أمثال ذلك.

و يؤيده

ما رواه الكليني عن عبد اللّٰه بن سنان بإسناد يحتمل الصحة عن ابى عبد اللّٰه (عليه السلام) [5] قال: «لا صغيرة مع الإصرار و لا كبيرة مع الاستغفار».

و ما رواه ابن بابويه بإسناد ضعيف عن النبي (صلى اللّٰه عليه و آله) [6] قال: «لا تحتقروا شيئا من الشر و ان صغر في أعينكم و لا تستكثروا شيئا من الخير و ان كثر في أعينكم فإنه لا كبيرة مع الاستغفار و لا صغيرة مع الإصرار».

وجه التأييد ان المراد بالإصرار الإقامة على الذنب لعدم التوبة و الاستغفار كما قال جماعة من المفسرين في قوله تعالى «وَ لَمْ يُصِرُّوا عَلىٰ مٰا فَعَلُوا» [7].


[1] ج 3 ص 38.

[2] الوسائل الباب 38 من جهاد النفس.

[3] الوسائل الباب 38 و 39 من جهاد النفس.

[4] الوسائل الباب 42 من جهاد النفس.

[5] الوسائل الباب 47 من جهاد النفس.

[6] الوسائل الباب 42 من جهاد النفس.

[7] سورة آل عمران 129.

اسم الکتاب : الحدائق الناضرة في أحكام العترة الطاهرة المؤلف : البحراني، الشيخ يوسف    الجزء : 10  صفحة : 52
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست