اسم الکتاب : الحدائق الناضرة في أحكام العترة الطاهرة المؤلف : البحراني، الشيخ يوسف الجزء : 10 صفحة : 49
ان عطف قوله: «اليأس» على القنوط عطف بيان، قال: لعدم التغاير بينهما في المعنى إذ لا فرق بينا بين اليأس و القنوط و لا بين الروح و الرحمة. انتهى.
و عن ابى بصير عن ابى عبد اللّٰه (عليه السلام)[1] قال: «سمعته يقول: الكبائر سبعة منها قتل النفس متعمدا و الشرك بالله العظيم و قذف المحصنة و أكل الربا بعد البينة و الفرار من الزحف و التعرب بعد الهجرة و عقوق الوالدين و أكل مال اليتيم ظلما قال: و التعرب و الشرك واحد».
أقول: قوله «و التعرب و الشرك واحد» لعله اعتذار عن ما يتراءى من المخالفة بين قوله «سبعة» و التفصيل لكونها ثمانية- فيمكن دفع المنافاة بينه و بين ما تقدم بان مراتب الكبائر مختلفة و ان السبع المذكورة في هذه الأخبار أكبر من ما عداها، و لا ينافي ذلك ان كل ما أوعد اللّٰه عليه النار كبيرة. و يحتمل حمل هذه الأخبار الأخيرة على التمثيل لا الحصر و يؤيده اختلافها في بعض الأفراد المعدودة فيها.
و يؤيد ما قلنا من أن ذكر هذه السبع و نحوها انما هو من حيث كونها أكبر
ما رواه في التهذيب عن ابى الصامت عن ابى عبد اللّٰه (عليه السلام)[2] قال: «أكبر الكبائر سبع: الشرك بالله العظيم و قتل النفس التي حرم اللّٰه تعالى إلا بالحق و أكل مال اليتيم و عقوق الوالدين و قذف المحصنات و الفرار من الزحف و إنكار ما انزل اللّٰه عز و جل».
هذا،
و قد روى في الكافي و الفقيه عن عبد العظيم بن عبد اللّٰه الحسنى [3] قال:
«حدثني أبو جعفر الثاني (عليه السلام) قال سمعت ابى (عليه السلام) يقول سمعت ابى موسى بن جعفر (عليه السلام) يقول: دخل عمرو بن عبيد على ابى عبد اللّٰه (عليه السلام) فلما سلم و جلس تلا هذه الآية «الذين يجتنبون كبائر الإثم و الفواحش»[4]ثم أمسك فقال له أبو عبد اللّٰه (عليه السلام) ما أسكتك؟ قال أحب ان أعرف الكبائر من كتاب اللّٰه تعالى فقال نعم يا عمرو أكبر الكبائر الإشراك بالله يقول اللّٰه تعالى